يا أنت.
كيف أحكي لك أو معك أو عنك؟
هل أخبرك حكايات تعرفها، أم أسكت وأتركك تمضي إلى حيث تمضي؟ أقترب منك، أمشي على رؤوس أصابعي كي لا أوقظك، ثم أضحك على حالي، فأنا لا أريد من هذه الدنيا سوى إيقاظك، شيء واحد ينقصني، شيء واحد يا الله، أن ينهض هذا الرجل السابح في عينيه، أن يفتح عينيه ويقول شيئا.
لكني أكذب.
هل تعرف أنك جعلتني كذّابا؟
أقول لا أريد سوى شيء واحد، وأنا أريد آلاف الأشياء. أكذب لعل الله يشفق عليَّ وعليك وعلى أمك المسكينة. صحيح، نسينا أمك، حكيت لي كل الحكايات ولم تخبرني كيف ماتت أمك. أخبرتني عن موت أبيك الأعمى، وكيف تسلّلت الى الجليل وشاركت في مأتمه. وقفت فوق التلة المشرفة على قرية دير الأسد، ترى ولا تُرى، تبكي ولا تبكي.
يومها صدّقتك، وصدّقت أن حدسك قادك إلى بيتكم هناك، قبل موته بساعات.
أما الآن فلا.
يومها كنت مسحورا بقصتك، زال السحر ولم أعد أصدّق.