وكان قد فرض للناس أعطياتهم من هذا المال، للرجل عطاؤه، وللمرأة عطاؤها، وللطفل عطاؤه، وللشيخ الفاني وذي العاهة عطاؤه. وكان يحسب أنه بذلك قد بلغ من العدل ما أراد، ولكنه مر ذات ليلة فسمع صبياً يبكي فمضى لشأنه، ثم مر به ثانية فسمعه يبكي، فسأل أمه عن ذلك فأجابته جواباً ما. ولكنه مر الثالثة فسمعه يبكي، فلما ألح على أمه في السؤال أنبأته بأنها تريغه عن الرضاع: لأن عمر لا يفرض للأطفال إلاّ حين يفطمون، فلما سمع عمر ذلك جرع له جزعاً شديداً، ثم أصبح فأمر من أذّن في الناس: لا تعجلوا بفطام أطفالكم، فإنا نفرض لأطفال المسلمين منذ يولدون.
الفتنة الكبرى : الجزء الأول - عثمان > اقتباسات من كتاب الفتنة الكبرى : الجزء الأول - عثمان > اقتباس
مشاركة من نزار الدويك
، من كتاب