أرضنا البكر تطاول عليها الزمن، فضّ –بلا مقدمات- براءة كلّ الأشياء الجميلة التي ساورتها ذي قبل، ترنو صوب الآتي بحزن يداخله أمل واهن، يطلق الرحيل صفّارته، ويلوّح الأمل بمصباح أوشك على الانطفاء: هنا، ها هنا، ارفعي وجهك قليلاً وقد أنتظر. يتحرّك الكون ويبدأ عالمنا في الابتعاد عن مساره. اختفى من قريتنا الحلم، كأنّ الحلم لم يكن يوماً. كانت أسنّة عيدان الذرة وأعواد القصب مسجّاة في وجه شمس الظهيرة التي تطلّ على القرية في إكبار وإجلال، صوت الشيخ "عوض الله" كعادته –دون حشرجة أو اهتزاز- يسترسل ليفرش داخل آذان الخلق نداء الظهر.
(الله أكبر.. الله أكبر)
متاهة الأولياء > اقتباسات من رواية متاهة الأولياء > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب