أقص أيامي وأنثرها في الهواء > اقتباسات من كتاب أقص أيامي وأنثرها في الهواء > اقتباس

العالم ليس بهذا السوء،

ما زالت النوارس تحتل السماء كما يحلو لها،

وورد كثيرٌ ينمو نكاية في الرصاص،

وأطفال يرقصون كلما داعبتهم الشمس.

المهدئ صار صديق الكوابيس،

فقط يمررها على مهل

لأمضغها كما ينبغي.

الأوطان لا تليق بالتاريخ

بإمكانك أن تؤكد أن كل ما يدونوه الآن

ملفق تمامًا،

وبإمكانهم أن يؤكدوا أن كل هؤلاء القتلى

ماتوا في حادثة مرور،

أمّا الغرباء، قليلو الحظ،

كانوا منذورين للنبوة

فدهست الجموع ظلهم بقسوة

وظلوا يهيمون وحدهم،

فيما لا عين رأت و لا أذن سمعت.

الخيبة ليست أسوأ ما في الأمر،

أعرف من انسحق تمامًا

حتى تحول لرذاذ يستنشقه العابرون ليسعلوا.

أعرف أيضًا

من اكتفى بأن يكون صبَّارة صغيرة

متباهيًا بالشوك الذي لا ينغرس

إلا في لحمه.

هناك من قررتْ أن تصير حجرًا:

"هكذا أستطيع أن أوْقِعهم جميعًا

كلما تعثروا بي".

الأوفر حظًّا مَنْ وهب نفسه للجنون،

رغم أن الأطفال يقذفونه بالحجارة

إلا أنه يظن أنها وردٌ

دلالة علي محبة العالم.

الحياة ليست بهذا السوء،

هناك شمس وسماء وبحر وطيور وطفولة،

فقط استهلكتنا الأيام

أكثر مما ينبغي،

وهذا كل ما في الأمر.

هذا الاقتباس من كتاب