" حينما يتلّقى الطلبة عن شيخهم وهم في مطالع تعليمهم ونشأتهم، يأخذون اجتهاداته وترجيحاته مأخذ التسليم، لأنه ليس عندهم تأهُّل علمي للبحث والتحري والمراجعة والتصحيح والتحقيق، ولأن شخصيته الآسرة وعلمه وحماسه وقياديته تغريهم، فهم منتمون إليه ، متشبّعون بحبه، يرونه نمطا فريدا، وينظرون إلى العالم من خلاله!
أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفَ الهَوى ... فَصادَفَ قَلباً خالِياً فَتَمَكَّنا
وعندما يكبرون وتتسع علومهم ومداركهم، وتنضج لديهم مُلَكَة البحث في الكتب، والنظر في أقوال أهل العلم، ويترسّخ لديهم الميل للاستقلال والتميز، حتى لو كان من دون تأسيس او معرفة مضافة، تقع من بعضهم مخالفة لشيخهم، وقد يوافقونه على جزء من القول، ويخالفونه في سائره، ومع ذلك فلا ينابذونه العداوة، ولا يقطعون عنه حبل الولاء والأخوة والمحبة، إن كانوا من الفاقهين، لأن معقد الولاء والاجتماع ليس على هذه المسائل، وإنما على محكات الشريعة وأصولها. "
كيف نختلف > اقتباسات من كتاب كيف نختلف > اقتباس
مشاركة من عَهْد خَالِد
، من كتاب