وقفت طويلاً تحت ظلال البيوت الحجرية، المليئة بالقلوب الحجرية، كنت قد سرت أطول بين حقول الذرة المترامية، وسمعت العيدان وهي تسخر منّي كحال الجميع هنا، كأنّها تؤكّد لي فكرة الفرار، هل ثمّة ملاذ آخر لي؟ لم أكن أدري، ولم أهتم بتحليل الأفكار الآنية، كانت رأسي معتمرة بنشوة الكحول، وكانت القرية تبدو –لأول مرّة- أليفة وطيّبة تحت ضوء القمر، ترتدي ملابس الليل القاتمة وتشعرني أكثر أنّني أنتمي إلى هذا المكان، فهو قاتم ذات قتامة نفسي. هل من خطر عليّ وأنا أتجوّل في أحشاء القرية مثل شهاب فارّ؟ ولماذا الشعور بالخطر تحديداً في هذا المساء؟ ليس لي من رفقة في ذلك العالم القاحل غير ليل القرية.
متاهة الأولياء > اقتباسات من رواية متاهة الأولياء > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب