تساقط المطر أياما لا تنتهي وتحول القبو الى مستنقع. ذات ظهيرة مظلمة سمع المفتاح في القفل وظنّ أنهم جلبوا سجينا. كان شبه نائم لكنه رأى اللهب. تحرك المشعل فوق رأسه فقام مذعورا. "جئت كي أرى وجهك يا شيخ سليمان".
لم يفهم ماذا يحدث بسبب قوة الضوء المنصبّ في عينيه. تحرك المشعل متراجعا وعندئذ فقط ميّز الوجه المشوه بحروق البارود. كان هذا حمد الأعمى. وجد أخيرا الطريق الى قبو حنا. أتى رطب الثياب يحمل اليه سلام أخوته وحفنة ورقات تشبه ورق البلوط هدية.
"ما هذه؟"
"دواء لوجع البطن والاسهال. مرة كالقصعين لكن نبتتها قصيرة كجبّ الفرفحين تلتصق بالتراب تقريبا. لا تنمو الا في البوسنة والهرسك. وراء المقبرة تتقاتل النساء على قطفها."
وقفا في الدهليز المبلول خارج الباب المردود والمتروك بلا قفل. على بعد خطوات جلس الحارس يمضغ تبغا ويبتسم. بدا مخبولا أو على حافة الخبل.
"متى نخرج يا شيخ حمد؟"
"من يعرف يا شيخ سليمان؟"
"سكنك أحسن من هنا يا شيخ حمد؟"
"أين؟ حدّ المقبرة أم في قريتنا في الجبل؟"
نظر الى الوجه المحروق يضحك واستغرب كم صار هو - بائع البيض - عاجزا عن الضحك.
دروز بلغراد > اقتباسات من رواية دروز بلغراد > اقتباس
مشاركة من المغربية
، من كتاب