“هل تعرف عكّا؟ عظيم. عكّا بلد حلو. من هنا إلى مرفأ عكّا رحلة يومين أو أقل في هذه الباخرة. أتيت في أحسن وقت يا ابني يا حنا: كم ثمن هذا البيض الباقي معك؟ سأعطيك ضعف ثمنه وسأزيد على ذلك ثلاث ليرات ذهب تأخذها مني عندما ترجع من عكّا. الباخرة تتوقف في عكّا كي تتزود بالفحم الحجري. أنت تنزل منها هناك وترجع وهؤلاء يكملون الرحلة إلى بلغراد. حين يأتي القنصل الفرنساوي بعد قليل لا تفتح فمك وافعل مثل الباقين كي يظنك واحد منهم. هذا سهل جداً وخذْ، البسْ هذه على رأسك. لا تتكلم إلا إذا سألك القنصل عن اسمك. احفظْ الإسم: سليمان غفار عز الدين. انظرْ هناك: هؤلاء الأربعة الذين ينظرون إلى هنا أخوتك. تصرفْ كأنهم أخوتك. تركع جنبهم الآن وتتوكل على ربّك وتزور عكا وترجع الينا ونعطيك ثلاث عثمليات وأجرة الطريق. فهمت؟ احفظْ اسمك: سليمان غفار عز الدين”
دروز بلغراد
نبذة عن الرواية
في روايته «دروز بلغراد/ حكاية حنا يعقوب» (المركز الثقافي العربي/ الآداب)، يواصل ربيع جابر هوايته المفضلة في خلق عوالم تاريخية جذابة، وقادرة على خطف القارئ منذ السطور الأولى، ويعتمد هذه المرة على حادثة حقيقية جرى فيها نفي 550 درزياً إلى بلغراد وطرابلس الغرب في القرن التاسع عشر، محولاً ذلك إلى رواية زاخرة بقصص مبتكرة وشخصيات مكتوبة بنبرة سردية متدفقة ومنضبطة في آن واحد الرواية الحائزة على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2012التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2011
- 235 صفحة
- [ردمك 13] 9789953684960
- المركز الثقافي العربي - دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية دروز بلغراد
مشاركة من Walaa Abd
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
مهند سعد
دروز بلغراد
ربيع جابر
يقول صاحب الدروز، اللبناني ربيع جابر (كنت أنتظر أن أفوز منذ سنتين، مع رواية «أميركا»»، ثمّ أضاف بما يشبه السخرية السوداء: «يبدو أنّ حنا يعقوب محظوظ أكثر مني») .
إن المحاولات اليائسة لا تولّد إلا الوهن والتراجع، لكن ربيع جابر أنطلق بمحاولات دؤوبة فأخذ البوكر في "دروز بلغراد" بعد انتكاستين في "أمريكا" و "طيور الهوليداي إن".
تجئ الرواية بالتاريخ بين يدي القارئ، تحضره من بطون الكتب إلى فضاء الرواية، تذيب جمود التاريخ ليصبح حبر الحاضر، إن الدروز الذين ساروا من لبنان إلى الهرسك مكبلّين بالأصفاد مسلوخي الجلد منتفخي البطون ناتئي عظام الجسد كان من حقّهم أن يذكرهم التاريخ بالرواية من جديد .
أراد الكاتب أن يظهر هذه الأعوام من تاريخ الحكم العثماني للمنطقة فحضّر أدوات التاريخ جيدا واستعد لها وأحضر الرواية كلباس يضعه على كتف التاريخ، أحداث الرواية المأساوية كانت قادرة على إيصال مدى شقاء البشر في نهاية هذا الحكم وحجم الظلم الواقع على هؤلاء الناس مسلمين ومسيحيين.
يمتلك الكاتب لغة حسيّة ثلاثية الأبعاد تتضح جليا في مشاهد السجن، فتكاد تشعر بحرارة الشمس ولسعة البرد ورائحة الحقول والمزارع بل لعلك تشعر بأوجاع جسدك وتقرحات جلدك من أغلال الحديد- كأنما أنت حنا يعقوب الذي أخذته الصدفة السيئة ليعيش كل عذابات رجل أخر اسمه "سليمان عز الدين " - لما لهذا الكاتب من لغة باهرة، هذه اللغة ساعدته كثيرا على كسر جمود التاريخ وجعل القصّة أكثر تشويقا وشدّا للقارئ لكي يكمل حتى النهاية، لا يكثر الكاتب من الحوار وإنما يعتمد بالشكل الأساسي على المونولوج الداخلي للشخصية الرئيسية الوحيدة والمعذّبة والمظلومة والتي ساعدته لكي يربط القارئ شعوريا مع الكتاب، ناهيك عن بعض حوارات سريعة مع رفقاء السجن .
كل هذه القدرة الروائية لدى الكاتب لا أعلم كيف لم تكتمل حتى النهاية لعلها خذلته أو لعلها قدّرت أن تكون كذلك معه في نهايات الرواية وكأني به قد رمى حملا عن كاهله أو لم يرد أن يبقي القارئ في عذاب متلاحق مع حنا يعقوب، فنراه يضع نهاية سعيدة طويلة بعض الشيء لعودة حنّا دون الحاجة لبعض التشويق في داخلها، لقاءه لزوجته بعد كل هذه السنين كان قصيرا جدا بحيث يكاد لا يذكر وكأنه يحمّل القارئ مسؤولية التخيّل لما ستكون عليه الأحداث.
تركيز الكاتب على التاريخ جعله يقلل كثيرا من أهمية الحبكة الروائية وإنما جعلها مكملا لكي لا يصاب القارئ بالملل ، فحين تكون وتيرة الأحداث على أشدها مع حنا يعقوب تكون الأحداث بطيئة رتيبة عند هيلانة وبربارة حتى أننا لا نشعر كثيرا بقيمة فقد الزوج كل هذه السنين.
الرواية بمجملها رائعة وشيّقة ومليئة بالألم ولا تكاد تشعر بأنك قاربت على الانتهاء منها بهذه السرعة لكثرة ما تشدّك لها، والكاتب يملك مقومات أدبية روائية وحصيلة تاريخية وعلمية كبيرة تؤهله لكي يسبح في فضاء الأدب بكل اقتدار وهذا كان جليّا في ما بين أيدينا من رواية.
أنصح بقراءتها بشدّة ولا أعتقد أن البوكر هذه المرة قد أخطأت حين اختارت هذه الرواية للفوز بها فهي تستحق .
-
Ala' Qaraman
بعد اسبوعين من محاولة تأجيل قراءة النص وثلاثة أيام من القراءة المتقطعة أنهي النص ..
بالعادة لا تستغرق مني قراءة 235 صفحة أكثر من 3 ساعات لا ثلاث أيام ، النص كئيب قابض للنفس جدا ، استطعت أن أشم وأذوق وأتألم وأرى كل ما كتب فيه ، لكنه لسبب ما ظل يفتقد عنصر التشويق ، كانت لدي مشكلة في التعامل مع الشخصيات ، كنت أنسى الاسماء في أحيان كثيرة ، المشكلة الثانية التي واجهتها كانت في السرد ، السرد المتطقع المنتقل من مكان إلى اخر ومن ضمير إلى آخر أربكني كثيرا .
لهواة الترف اللغوي هذه الرواية لن تعجبكم فاللغة سهلة جدا ، و التشبيهات قليلة جدا ، أما لهواة الحكايات فأعتقد أنها ستعجبكم شخصيا في آخر 20 صفحة بدأت أترك مقاطع كاملة متعجلة لأصل الى النهاية لأنني مللت ، هناك اغراق في الوصف .. جعلني اكاد اموت مللا
الحكاية كئيبة جدا فعلا ، في بعض اللحظات وتحديدا في بداية الحكاية كدت أحس بنفس سعيد ابي النحس المتشائل فيها ، لكن شتان بين سخرية حبيبي ولغته الخرافية النزعة ، وواقعية الاخ ربيع جابر ..
لم افهم موضوع النقاط .. بين كل جملة وجملة نقطة ! لم ار فاصلة واحدة بالنص ، وهو ما كان مستغربا جدا ، وجعلني أتوقف عند كل جملة وأتخيلها على حدا - ما جعل القراءة مرهقة جدا -
هل تستحق البوكر ؟
بصراحة لا أظن .. حتى اللحظة حبكة كل من نساء البساتين وعناق على جسر بروكلين أفضل من حبكتها بمراحل - لكنها على الاقل خالية من الاخطاء النحوية البشعة
تجل مسائي :
أدركت اليوم وأنا أعيد التفكير بالموضوع أن واحد من الاسباب التي تكفي لعدم منح هذه الرواية البوكر هو شكلها .. وجود النقاط بين كل كلمة وكلمة أحيانا كان مزعجا جدا ، وحول النص إلى مجموعة من الطوب يربط بينها الاسمنت ..
وبأي لحظة يمكن لهذا الطوب كله أن يتفكك ويقع ، هذا الاحساس لوحده كافي لكي لا تفوز بالبوكر !
ملاحظة أخيرة - من لم يقرأ الرواية هذه الملاحظة هي سبويلر - اي استباق للحدث -
الرجل عاد الى بيته ولم يكن يحلم
-
محمد ياسر رجا
يتخذ ربيع جابر في روايته من احداث العنف الطائفي التي حصلت بين الدروز والموارنة في عام 1860 نقطة انطلاق يبنى عليها احداث الرواية ويعرض لبعض القضايا الاجتماعية والسياسية والتاريخية.
. رواية "دروز بلغراد... حكاية حنا يعقوب" تحكي قصة بطل الرواية حنا يعقوب الرجل المسيحي البسيط بائع البيض الذي قدّر له ان يكون في الزمان الخطا وفي المكان الخطا, حيث تم الزج به بين المقاتلين الدروز الذين تقرر نفيهم الى قلعة بلغراد على تخوم الدولة العثمانية , بدلا من درزي اخر تقرر اطلاق سراحه بعدما دفع ابوه رشوة للضابط العثماني, وتسجل الرواية معاناة حنا وبقية السجناء على امتداد 12 سنة من السجن فى بلغراد وغيرها من بلاد البلقان.
لا شيء في هذه الرواية يستحق الملاحظة سوى الوصف الغاية في الجمال للاماكن. رواية تفوح منها روائح البلقان الابديية السرمدية,البلقان ذاك الذي تجمد لديه الزمان منذ قرون. صور فتياته الغجريات , الشركسيات,اللواتي يسكرن الناظر لقدهن ويغوينه ليبدأ حواره مع شيطانه.الدانوب ذاك التنين ذو الوجوه الثلاثة , القوطي-اللاتيني-البلقاني, يظهر ويتلون تبعا لاشكال وارواح مضيفيه. هناك حيث الجيرمان, يظهر اتقانه ومرونة تعرجاته وقدرته على الاختراق, اما عند اللاتين , فيظهر بعض من قوته وعظمته واغوائه, ويستبقى سحره وابديته لمحطته الاخيرة .
بقي الاشارة الى ان لغة الرواية متوسطة لا ترقى الى مستوى رواية حائزة على جائزة البوكرالعربية.
-
خالد سوندة (Khalid Swindeh )
تتحدث الرواية عن دروز اخرجوا عنوة من بيروت الى بلاد البلقان وشقائهم وانتقالهم من سجن لاخر ، ووعدهم اكثر من مرة بالعودة القريبة الى بيروت حتى ماتوا جميعا ولم يتبقى منعن الا حنا يعقوب.
شعرت بالملل والتكرار في اكثر من مطرح، خصوصا عند وصف عذاباتهم في السجون، الجميل في الرواية هو تحدثها عن قصة تاريخية مجهولة بالنسبة لدي و تاريخ بلاد البلقان في العصر الاخير من الدولة العثمانية.
مما يذكر ان النهاية كانت سعيدة الى حد ما، لكنها كانت مختصرة جدا واكتفى الكاتب بمشهد اخير لا يتجاوز نصف الصفحة.
-
Raya Ka'abneh
رواية مذهلة،، عندما قررت أن اقرأ لربيع جابر ترددت في أن أبدأ بهذه الرواية ووقفت أمامها طويلاً، بدايةً لم أكن أتوقع بتاتاً أن تكون بهذه الروعة.. بهذا الأسى والألم..
حنا يعقوب.. بائع البيض المسكين، ساقه قدره في ذلك اليوم التعس ليُزج في السجن ظلماً مكان شخص خرج بالرشوة...!!!
قضى 12 عاماً في أقبية السجون البعيدة في بلاد البلقان يقاسي مع جماعة الدروز التي معه شتى أنواع الألم والمعاناة ويرى الموت في كل لحظة ظلماً وباسم ليس اسمه!
ويكشف التاريخ في تلك الفترة فساد الدولة العثمانية المستشري في أواخر عهدها..
كاتب رائع، أنيق في اختيار الكلمات، سلس الأسلوب، تندرج الأحداث والأفكار وتتسلسل أمام القارئ كمياه نهر الدانوب العظيم، وينقله الكاتب بمهارته إلى تلك الأصقاع البعيدة ليحيا تفاصيل حياة السجناء ويستشعرها كأنه يراها...
وعاد حنا يعقوب أخيراً!
-
مينا ساهر
قال : أنا حنّا يعقوب، مسيحي من بيروت، بيتي على حائط كنيسة مار الياس الكاثوليك.
أعادها الترجمان للقنصل الفرنسي : أنا قتلت حنا يعقوب، مسيحي من بيروت، بيته على حائط كنيسة مار الياس الكاثوليك.
هكذا سيق حنا يعقوب مربوطاً مع 549 درزياً نفياً إلى بلغراد، ليكون هو رقم 550، الدروز المعاقبون على قتلهم للمسيحيين في حرب طائفية.
نفي حنا يعقوب تاركاً زوجته ذات ال17 عاماً، و بنته الصغيرة.
الرواية ليست شيقة حد الامتاع، و لا مؤلمة حد الوجع.
لم أشعر بسطوة الزمن الطويل نسبياً عبر أحداث الرواية، إلا في القسم الأخير منها. عبر ستة عشر عاماً اهتم ربيع جابر بتفاصيل الرحلة أكثر من الأشخاص. فرغم 235 صفحة هي حجم الرواية، و 16 سنة هي زمن أحداثها، لم أشعر بعد الانتهاء منها أني عرفت حنّا يعقوب
-
Raghad
"دروز بلغراد" تستحق بجدارة جائزة البوكر العربية!
أن تُعاقب وتُغرب من بلادك وتُقاسي في الغربة على ذنب لم تقترفه يداك، مأساة!
حنا يعقوب، بائع البيض المسيحي من بيروت، ذنبه الوحيد أنه تواجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ.
أخذوه من بلده، تاركًا وراءه زوجته ذات السبعة عشر عاما وطفلته الرضيعة لا تملكان أحدَا في هذه الدنيا غيره. قاسى أنواع العذاب بعيدًا عن بلده، لا يحلم سوى أن يرى وجه زوجته وطفلته قبل أن يموت.
وأنا أقرأها، شعرت أنني جزء منها، شعرت أنني بطلة من أبطال هذه الرواية.
ربيع جابر استطاع أن ينتشلني ويدخلني إلى عالم روايته البديعة.
-
Youssef Mh
الرواية كفكرة عظيمة ... رواية تحمل هذه الفكرة كان يمكن ان تكون ملحمة أدبية حيث ان مذابح 1860 قليلة هي الكتب التي تحدثت عنها . تمنيت لو وصف الكاتب المعارك . طريقة الكتابة مملة ليس بسبب كثرة الوصف - كما يعتقد البعض - فالادب الروسي زاخر بالوصف وهو قمة آداب العالم . الملل من طريقة الكاتب نفسها يكتب بجمل متقطعة صغيرة تربك القارئ جعلت الرواية أشبه بمقال صحفي طويل ... طويل جدا . بوصف صحفي غير مترابط الجمل ...
الرواية عظيمة لو كتبت بقلم آخر ...
-
محمد لطفى محمد
الرواية مليئة بتفاصيل تصل الى حد الملل باجزاء كثيرة منها فى مجملها تعتبر جيدة للقراءة و لكن غير جديرة بجائزة البوكر
-
خولة حمدي
رواية حزينة و كئيبة، أسلوبها غريب و غير معتاد بجمله القصيرة غير المترابطة أحيانا، يعتمد على الوصف بصفة خاصة في حين كانت الحوارات قصيرة و عميقة. تتناول حقبة تاريخية من وجهة نظر سجين حرب وجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ
لم أقرأ لربيع جابر من قبل و اكتشفته عبر هذه الرواية التي حازت على جائزة الرواية العربية لسنة 2012، و قرأت له منذ ذلك الحين رواية أميركا التي وجدتها أفضل من دروز بلغراد رغم أنها لم تفز بالجائزة في السنة السابقة. بحثت عن المزيد من روايات الكاتب الذي يبدو متميزا بغزارة إنتاجه الروائي و إن كانت رواياته الأولى قصيرة نوعا ما (لا تتجاوز المائة و الخمسين صفحة) و قليلة الشهرة. اكتشفه القارئ العربي بشكل أكبر حين بدأت رواياته تصل إلى القائمة القصيرة لأفضل الروايات العربية المرشحة للبوكر
دروز بلغراد تسافر بنا إلى العصر العثماني في سنوات 1860 تحديدا حين تقوم الحرب بين المسلمين الدروز و المسيحيين الموارنة، فيحكم الباشا العثماني بنفي الدروز إلى شرق أوروبا. من سجن إلى آخر، نرافق الدروز من قلعة بلغراد إلى سجون الهرسك إلى صوفيا و سراييفو. لست أدري إن كان بالامكان اعتبار "حنا يعقوب" بطلا للرواية. فهو "مفعول به" طوال الوقت، يتحمل تبعات حرب لا تعنيه و يعيش أوقاتا عصيبة باستسلام لا نهائي و ينتظر الموت في يأس. في المقابل، نجد الإخوة عز الدين الذين سجن حنا مكان أخ لهم، أطلقه الباشا لقاء فدية مالية فقبض الضابط على أول مار مسكين ليحل محله فيكتمل العدد و كان حنا هو الضحية. الإخوة عز الدين يحتلون الحيز الأكبر من الرواية مع المصائب التي تنهال على رؤوسهم "جراء توريطهم لحنا البريء" كما يفسر أحدهم، بالإضافة إلى حمد الأعمى الذي فقد بصره في الحبس و شخصيات أخرى من الدروز
نتساءل طوال الوقت هل سينجو حنا و رفاقه من ظروف السجن القاسية، داخل الأقبية الضيقة و على الطريق المثلجة الوعرة مع تأخير الحرية مرة بعد مرة إلى ما لانهاية. رواية رائعة رغم كآبتها و بؤسها. أكتشف ربيع جابر و ربما سأقرؤ له مجددا...
-
Sarah Ali Abd Alnabii
رواية "دروز بلغراد لربيع جابر هي الرواية الحائزة على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2012
وهي رواية يعتمد هذه المرة على حادثة حقيقية جرى فيها نفي 550 درزياً إلى بلغراد وطرابلس الغرب في القرن التاسع عشر..غير أن الرواية تُركز على الدروز المنفيين إلى بلغراد ..حنا يعقوب هو الشخصية الاساسية في الروايا والناجي الوحيد ..من سنوات النفي تبدأ قصة المسيحي حنا يعقوب بائع البيض الذي قدر له ان يكون في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، حيث تم الزج به مع المحابيس الدروز كواحد منهم..ليغطي على دُرزي هو سليمان غفار تم إطلاق صراحه سراً،ويلتقي بهم حنا ويصبح وهو المسيحي جزء من عالمهم وينسى اسمه ل12 عام ..ويبقى يذكر نفسه بلا صوت "أنا حنا يعقوب مسيحي من بيروت،بيتي على حائط كنيسة مار الياس الكاثوليكية "
تمتاز روايات ربيع جابر والتي قرأت منها اثنتان الإعترافات وهذه الرواية بتوثيقها للتاريخ اللبناني بقالب روائي ممتع وبلغة سلسة وكما قال عباس بيضون: "ربيع جابر يحول التاريخ إلى قصة مشوقة فنضيع نحن بين التاريخ والرواية، ونصدق تاريخ ربيع جابر أكثر مما نصدق التاريخ. ذلك أن سرد ربيع يجعل التاريخ حقيقيا وحيا أكثر مما هو في كتبه الأصلية "
وتبين رواية دروز بلغراد على الجانب السلبي للحروب الأهلية وأن الطائفية لا خير فيها ..
وكل الرموز التي استخدمها ربيع في الرواية اتت آكلها فحنا بائع البيض ورمزية البيض لعيد الفصح والبداية الجديدة وتغير اسم حنا الى سليمان وتقاربه من الدروز في سنين النفي كأنه أخوهم الكبير حقاً ..تبين أن اهل البلد الواحد عند الأزمات يرمون خلافاتهم جانباً ..والوعول التي رأها حنا في الجبل الأسود والتي تدل على ايمان الدروز بالتقمص بعد الموت وغيرها من الرموز والتي اعطت الرواية بعداً جمالياً لا مثيل له
-
Reem Amgad
طيب الرواية اديها 3 و نص من الخمسة نختصرها لـ 4 من خمسه تقريبا
أسلوب ربيع جابر حلو بس معرفتش ادخل ف جو الرواية من أولها
اجاد ربيع إظهار قوة أهل الجبل في التحمل لكنه لم يظهر هذا التحمل حتى النهاية لم نعرف من من الـ 27 درزيًا اللذين بقوا من الـ 549 درزيًا استطاع ان يعود اخيرًا عرفنا فقط أن حنا الذي وضعوه مكان سليمان عز الدين هو من عاد بعد أن فات من الزمن الكثير بعد أن تاه حنا يعقوب وسط الأقبية التي حبس فيها خلال الـ 12 عامًا
لماذا تقرب منه قاسم ؟ ماذا رأي أو تذكر قاسم و هو في الحبس الانفرادي لمدة عام و لم يستطع أن يتركه إلا لحظة مقتله ؟
اسئله بالرغم من ان الرواية كانت عن حنا يعقوب إلا أنني أرى أن الكاتب كان بينبغي عليه أن يجيب عن هذه الاسئلة ربما معها كنا سنعرف أكثر عن تلك الفترة من التاريخ !
ايضًا ظللت ابحث لماذا اختار الشيخ من ابنائه سليمان ؟ لماذا لم يكن محمودًا ، بشيرًا ، قاسمًا أو نعمان ؟
و لماذا لم يعد حنا إلى بيته عند وصولهم لعكا ؟ لماذا اكمل كـ سليمان عز الدين ؟
احداث في المنتصف آخذ على ربيع جابر السهو عنها ، كعربية لا تدري معلومات كثرة عن تلك الفترة السوداء في لبنان كان على ربيع جابر أن يشرح لنا و لو القليل لكي يكفي ففي المذبحة التي ظنوا فيها حنا ميتًا تهت ، ما الذي حدث و لماذا ؟
لكن ذلك جعلني اشد اهتمامًا بأن أعرف عن تلك الفترة أكثر
[ بينما يسجد تحت قناطر الجامع شعر أنه المسلم الفقير سليمان مع أنه بائع البيض المسيحي حنا يعقوب من بيروت الذي بيته على حائط كنيسة مار الياس الكاثوليك ]
-
أحمد شبل
في البداية كانت مرهقة .. ثم أصبحت مرهقة أكثر .. ثم أصبحت مرهقة ومملة وكئيبة .. ثم أصبحت مرهقة ومملة وكئيبة وقاسية ثم أصبحت مرهقة ومملة و كئيبة و قاسية وسوداوية ومحزنة ..
ذكرتني بفيلم "بيوتيفول" لجافير بارديم ومخرجه اناريتو .. كان أكثر شئ سودوي شاهدته -ذا اقتصصنا اخر عشرين صفحة- .. لأشفقت علي كل صناع الفيلم .. كيف يصنعون فيلم بهذه السعادة مقارنة بهذه الرواية
أتدرون ربما كان علي الكاتب أن يسمي الرواية المرحوم حنا ..
بالطبع أغرتني نفسي أن أتركها .. رواية تتحدث عن تاريخ أجهله .. أنا حتي لا أعرف من هم الدروز وأين بلغراد .. كل الذي علق في ذهني منها من معلومات .. أن أحد البشوات ..أصدر فرمان بفتوي شرعية ..بتحريم الملوخية والكزبرة في مصر ..
يكفي هذا لا أريد أن أتذكر هذا الجو السودوي .. أذكر أنني قرأت 217 صفحة في البيت .. وبعد ذلك الباقي في المواصلات .. لقد كرهني في البيت ومن يعيشون في هذا البيت .. إن كنت تفهم ما أعنيه !
انتظر ..حتي أكون منصفا .. كانت اخر عشرين صفحة كطعم المياه بعض الضياع في الصحراء .
-
Hedaya Younes
كل كلمات الالم لا تصف بشاعة الحروب على مدار التاريخ .. الأسوء من الإبادة أن يصبح البشر مجرد أرقام في جداول الإحصاءات متجاهلين حياواتهم المنفردة. . متجاهلين أن كل فرد قتل كان لموته حكايه .. ألمه حين أصيب والرعب الذي زلزل أركانه والفقد الذي عانه ومراقبته ملك الموت يجتث أرواح رفاقه أمام عينيه وهو ينتظر أن تحين لحظته.
اثنا عشر عاما من العذاب تماهت فيها اللغات والديانات تحكيها الروايه خلال فترة حكم العثمانين أثناء الحرب الأهلية في لبنان. .
اثنا عشر عاما جاب فيها حنا الأرض من أولها إلى آخرها يحمل عظامه في كيس جلده بعد أن اقتيد من مرفأ لبنان إلى سجن بلغراد باسم لا يحمله وديانة لا يدينها.
أعجزني استرسال الكاتب في الوصف الدقيق للمشاعر الإنسانية. .ووصفه الخلاب لطبيعة البلقان رغم جو الأحداث الكئيب. .
نهايتها غريبة .. مسيحي تواجد في المكان الخطأ حبس بصفته درزي يعود لبيته محمولا في فوج حجاج مسلمين.
-
May H-E
كم تمنيت أن أدفن رأسي بين سطور وصفحات هذه الرواية وأبكي
منعني أنني لا أملك نسخة ورقية منها :(
طافت في عينيّ غيمة دموع تحجرت
إنها قصة الظلم الأزلي الأبدي المعاد في قصص الفقراء والمستضعفين
ساقته قدماه إلى بيت "حنا يعقوب" ذاك البيروتي المسكين
ليذيقه صنوفاً من العذاب والألم ما كانت لتخطر على بال بشر
"سامحنا يا حنا " .. أي عزاء قدمته هذه الجملة لحنا ؟
وقد بات قائلها ذاته من جملة العذابات التي تعذب حنا :(
كم من الألم استطاع ذاك الجسد احتماله طيلة اثني عشرة سنة خمسٌ منها بلا نطق !
يا اللــــــــه
أفي هذه الدنيا قصص حقيقية تشبه قصة حنا ؟
وعذابات بشر غمر القدر ذكرهم دون أن يدون على صفحات التاريخ شيئاً من آثارهم ؟
:(
كلما قرأت روايات كهذه الرواية أحسست بأني أملك من وسائل الرفاهية
ما يجعلني سيدة هذه الدنيا بأسرها
ما أرخص الدنيا ! وما أرخص طلّابها والظالمين فيها !
-
Ahmed EL-komy
أحد أكبر أخطائى هى بداية هذه الرواية من الأساس، القصة رائعة وجيدة، الأسلوب غامض بشكل لا يُطاق، أكاد اقرأ الصفحة أكثر من ثلاث مرات لعلى أصل إلى الأحداث، فقيرة جداً بالمعلومات، الرواية تتحدث عن علاقة الدروز وترحيلهم إلى بلاد أوروبا الشرقية، وكانت تحتاج إلى الكثير من الإيضاحات وأن يخصص لها مكان فى حاشية الصفحة، ولكن للأسف ترك الكاتب القرائ بين متاهات التاريخ بدون أى إيضاحات مما جعلنى أفتح صفحات الانترنت أكثر من مرة لمحاولة الوصول إلى معلومة تجعلنى أقرب إلى أحداث القصة
لا شك أن الأحداث تجعلك تتعاطف مع حنا بطل الرواية، وهو ليس ببطل الرواية، وإنما مجرد رابط يأخذك للكثير من الأحداث الأخرى المتداخلة بشكل يجعلك أقرب إلى متاهه .. لا أدرى ربما افتح هذه الرواية من جديد وأحاول معها مجدداً .. ولكن لا أعتقد أننى سأفعل هذا الأن على الإطلاق ..
-
Ahmed Allam
بداية القصة جعلت القاريء لهذه القصة يوجه نظره اكثر الي التفاصيل التي اري انه ابدع في سردها لدرجة تتعدي الوصف السينمائي (اسلوب الفلاش باك و اسلوب الانتقال من مشهد لاخر )...كان وصفه اكثر دقة من ان لو كنت شاهدت الاحداث ......برع ايضا في وصف الاحاسيس الجيدة و السيئة .....ام ما يميزها كقصة ...فانها تتحدث عن اناس عاديين اقرب من الموت الي الحياة لم يكون ابطالا او ملوك و لكن اناس حظهم عثر .......اظهرت ايضا مدي طغيان الملوك و ان حياة العامة بالنسبة للملوك لا شيء ....!!!
لم اجد الكثير من الحكم او الاقتباسات الجيدة علي لسان الشخصيات و هذا راجع الي ميله الي وصف الحاله ....و الحكمة في النهاية هي مجمل القصة (الطغيان لا يفرق بين مختلف جنسيات و اديان البشر )
هذه اول قرأة لي ل (ربيع جابر ) و اعتقد انها لان تكون الاخيره له ....
-
أٻو حمېد ★
الفائزة بالبوكر في دورتها الخامسة لعام 2012 م
رواية مليئة بالحزن اجتمع فيها قسوة التاريخ وصعوبة الشخصيات وعذابات البشر مابين اليأس والرجاء والنهاية الجميلة
أسلوب الكاتب يُهديك الألم والوجع والاختناق على صورة تفاصيل عفوية وعابرة لكنها أحد من شيفرة يحكي عن الزمن حين يضيعُ وتضيع حساباته !
رواية ذات طابع إنساني درامي رهيب
بين الواقع والخيال خيط رفيع أحكم الكاتب حزمه.
-
Heba Al-NassaN
رواية ممتعة..تجعلك تتنقل مع أحوال حنا يعقوب..وتتابعه بشغف..
حكاية..تقرب لنا صورة المسلمين وما تعرضوا له من ظلم في كنف الدولة العثمانية..بشكل عام..
وما تعرضت له الدول العربية بشكل خاص من أذى..وظلم وقهر..
حكاية ممتعة..تصور لنا حياة دروز لبنان ببساطة..وبواقعية..
رواية دروز بلغراد..لم تكن حكاية حنا يعقوب وحده..بل كانت حكاية جميع العرب
-
حسن حسن
من أجمل ما قرأت،، ومن الكتب القليلة التي تستحق 5/5..
الرواية تفوقت بمنحيين، الوصف والأحداث،،
معظم الروايات العربية تتخذ منحى من هذين وتهمل الآخر،،
رواية عشتها في باص العودة من العمل،،
الحقارة الإنسانية لا تفرق بين متهم وبريء..
ولا أزال أشم رائحة الخبز المثوم بالجبن منذ قرأتها :)
-
tarek hassan (طارق حسن)
اول قراءة لربيع جابر
اسلوب جديد في الكتابة (جمل قصيرة مترابطة ومتسلسلة من البداية حتى النهاية)
اصابتني بالملل في بعض اجزائها كدت اتركها ولكني تابعت بها حتى النهاية
لم اعطها اكثر من نجمتين
-
Rudina K Yasin
الكتاب رقم 9/2021
اسم الكتاب : دروز بلغراد
اسم الكاتب :ربيع جابر
التصنيف: ادب تاريخي وصنفت كادب سجون
# ربيع جابر:
ولد ربيع جابر في بيروت في العام 1972، وبسبب نشوب الحرب الأهلية اللبنانية، قضى معظم سنوات الحرب في الجبل في بلدة بعقلين الشوفية[ حيث كانت الحياة في ذلك الوقت موزعة بين المدارس والملاجئ، بين الملاعب والحقول وأخبار الاقتحامات والجبهات له العديد من الروايات ابرزها كتاب دروز بلغراد الحائز على جائزة البوكر 2012 وكتاب بيروت مدينة العالم بثلاث اجزاء
وصف الكتاب
عندما تقودنا عبثية الأقدار إلى التواجد في المكان الخطأ والزمان الخطأ، بطريقة غريبة ستتسبب لاحقا في قلب مسار الحياة وربما الامل رأسا على عقب. هذه هي الفكرة التي تمحورت حولها رواية دروز بلغراد للكاتب ربيع جابر صدرت عن دار الادب بيروت 2011 عن المركز الثقافي العربي ودار الآداب، وفازت بالجائزة العالمية للرواية العربية البوكر دورة 2012 وعدد صفخات الكناب 239 صفحة .
صفحات الكتاب
اولا : زمن الرواية
الحرب الاهلية اللبنانية لم تحدث لاول مرة في سبعينات القرن الماضي وانما هي جذور من العداوة والكره المتاصل حاول ربيع جابر ان يوضخ جزء منه في هذه الرواية تتحدث الرواية عن الفترة 1860 في مدينة بيروت حيث يتوقف الزمن ولا بتقدم او بتاخر عند حنا يعقوب اذا هي مجازر1860 في لبنان هو صراع في لبنان وسوريا قام بين الموارنة من جهة والدروز والمسلمين من جهة أخرى. بدأ الصراع بعد سلسلة من الاضطرابات توجت بثورة الفلاحين الموارنة على الإقطاعيين وملاّك الأراضي من الدروز. وسرعان ما امتد إلى جنوب البلاد حيث تغير طابع النزاع، فبادر الدروز بالهجوم على الموارنة. بلغ عدد القتلى من المسيحيين حوالي 20,000 كما دمرت أكثر من 380 قرية مسيحية و 560 كنيسة. وبالمثل تكبد الدروز والمسلمون خسائر كبيرة كذلك. امتدت الأحداث إلى دمشق وزحلة وجبل عامل وغيرها من المناطق. سقط خلالها الأخوة المسابكيون الذين اعتبرتهم الكنيسة الكاثوليكية طوباويين عام 1860. جاءت هذه الفتنة مرحلة ثالثة بعد اشتباكات طائفية أقل حدة حصلت عامي 1840 و 1845 بين الموارنة والدروز أيضًا.
ثانيا : أمكنة الرواية
تتحدث الرواية عن الحب والامان في بيروت بشوارعها واحيائها المسكبنة التي اعطت الحب ولم تاخذ الا الدمار ومكان السجن والنقي بلغراد حيث الاسر والظلم والمهانة كل هذه الاحداث تتركز في رواية حقيقية وشخصيىة خيالية كانما اراد الكاتب ان يقرن الوعي بمنطق اللاوعي
ثالثا : احداث الرواية
هل يعقوب الذي حرج هو نفسه يعقوب الذي عاد؟.
تبدأ الروايةمن خلال بائع البيض حنا يعقوب الذيي تدور الاحداث حوله فهو بطل القصيدة ورمزها عبر لنا ربيع عن حزنه والمه وشوقه حنَّـا يعقوب" بائع البيض المسيحي أصبح إسمه سليمان عز الدين، رجل مسلم رغماً عنه وفقط لإضطرار السلطة لتكملة لائحة المنفيين بعد ان أخلي سبيل مسجون درزي هو سليمان عزالدين لقاء فدية مالية فكان حنَّا يعقوب هو الفدية الفعلية والضحية في آن واحد لتبدا مرحلة مهمة في حبانه امتدت لحوالي اثنى عشر عاما مليئة بالعذاب صخيح ان النهاية كانت سعيدة حيث عاد يعقوب عن طربق بعثة حج الى منزله وقابل زوجته وابنته ولكن هل يعقوب الذي خرج مثل يعقوب الذي عاد
الطائفية وتداعياتها :.
بدات الطائفية وتاصلت في بلد طائفي من الجذور حوى جميع الاقليات قادت الى الدمار اراد ربيع جابر ان يوضح لعنة الطائفية على بلده لبنان ربما كانت الظروف اقوى من حنا واولاد عز الدين فتلاشت مظاهر الطائفية والمذهبية لتحل محلها مظاهر الوحدة والعيش المشترك وحتى المصير المشترك، حيث ان مجموعة المنفيين هذه بما فيهم حنّا يعقوب عاشوا الظروف ذاتها وواجهوا متحدين ما اعترضهم من صعوبات وتعرضوا جميعا للمهانة وقساوة العيش . فاصبح الفرد ضمن الجماعة حنَّا يعقوب المسيحي وبوجوده ضمن مجموعة الدروز أصبح سليمان عز الدين والأخ الخامس لإخوته ، لاقى منهم كل حماية ورعاية ، وهو رغم مسيحيته نراه يٌنصت لتلاوة القرآن ويصلي مع قافلة الحجاج ويستمع للخطباء فيهم. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن الإنسان يتأثر ويندمج بالبيئة التي وٌجِدَ فيها فهل تحتاج بيروت الى ظروف قاسية ودماء للتتحد
من يدفع الثمن .
في الحروب والمنازعات غالبا من يدفع أغلى الأثمان أولئك الذين لا دخل لهم بما يجري وهم الشعوب والفقراء والمساكين . وهذا ما حصل مع حنَّــا يعقوب المٌسالم الذي جعله حظه العاثر ليكون بدل عن ضائع لمدة 12 سنة من النفي والسجن والأشغال الشاقة ، سنوات تحول فيها المواطنون-السجناء- إلى عبيد وأجراء يعملون بالسُخرة وأيضا إلى جنود ووقود في معارك لا دخل لهم بها قتل من قتل وعاش من عاش.. نفي 550 درزي من ضمنهم حنَا يعقوب لتبدا معاناة هؤلاء خلال رحلة النفي التي فرضت عليهم وما لاقوه خلال هذا النفي من هوان ومذلة .وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان وفي هذا أيضا قد تكون إشارة إلى ما يمكن أن يتعرض له الجماعات التي ترزح تحت نير الإحتلال فلا فرق عمليا بين الإحتلال الفعلي للأرض وبين إحتلال إرادة الناس عبر ألإعتقال أو النفيّ
راي القارئ بالكتاب .
رواية دروز بلغراد رواية جميلة تضمنت صورا ومعاني بسيطة ولعلَّ جماليتها تكمُن في أسلوب السرد البسيط .
الرواية قصة حقيقية برمز واحد وهو حنا يعقوب فهو تحدث بلغة المسلمين ولغة الدروز والمسيجيين فهو دعوة الى التعايش في بلد لم يجد الا الخراب من وراء الفتن
اعطانا الكاتب فكرة عن عادات وتقاليد الدروز في جبل لبنان مثل العفة والشرف والامانة
اهم اقتباس
هل تعرف عكّا؟ عظيم. عكّا بلد حلو. من هنا إلى مرفأ عكّا رحلة يومين أو أقل في هذه الباخرة. أتيت في أحسن وقت يا ابني يا حنا: كم ثمن هذا البيض الباقي معك؟ سأعطيك ضعف ثمنه وسأزيد على ذلك ثلاث ليرات ذهب تأخذها مني عندما ترجع من عكّا. الباخرة تتوقف في عكّا كي تتزود بالفحم الحجري. أنت تنزل منها هناك وترجع وهؤلاء يكملون الرحلة إلى بلغراد. حين يأتي القنصل الفرنساوي بعد قليل لا تفتح فمك وافعل مثل الباقين كي يظنك واحد منهم. هذا سهل جداً وخذْ، البسْ هذه على رأسك. لا تتكلم إلا إذا سألك القنصل عن اسمك. احفظْ الإسم: سليمان غفار عز الدين. انظرْ هناك: هؤلاء الأربعة الذين ينظرون إلى هنا أخوتك. تصرفْ كأنهم أخوتك. تركع جنبهم الآن وتتوكل على ربّك وتزور عكا وترجع الينا ونعطيك ثلاث عثمليات وأجرة الطريق. فهمت؟ احفظْ اسمك: سليمان غفار عز الدين”.
-
Mohamed Osama
#ريفيو_مش_قصير
الرواية: دروز بلجراد "حكاية حنا يعقوب"
اسم المؤلف: ربيع جابر
عدد صفحاتها: قريب من ٢٣٥ صفحة، متنوعة بين رتمها السريع نوعا ما من تتابع الجمل والأحداث، وبين بطئها أحيانا كتيرة في معظم الحبكة والأوصاف، ولكن تعتبر مناسبة للفكرة ورسم الشخصية الرئيسية.
________________________________________________
الفكرة:
- متعددة على طول الحبكة، ركيزتها الأساسية عن مفهوم الحرية والوطن، وتقلبات المغترب بين أمله في العودة ويأسه، واضطرابه بين الأغراب وإلفه لأي شيء له علاقة ببلده حتى اللكنة، غير برده نظرتهم للموت وتعايشهم معاه.
- بعض الأفكار المتفرعة كانت لطيفة في سردها على لسان أو أفعال الشخصيات ، يعني زي فكرة الأبوة "في شخصية مصطفى مراد" شعرة معاوية "في شخصية عامر بيك وراسم باشا" الرفقة "أخوة غفار عز الدين" الرضوخ "في شخصية غفار عز الدين " وتفسير للأوضاع الاجتماعية والطبقات في بيروت "بين هيلانة وعائلة دو بسترس" .
________________________________________________
الحبكة:
- تقنية الفلاش باك كانت لطيفة للتشويق، وموفقة في صنع مسار دائري بيبدأ بيها وبينتهي بيه للتفسير -اللي كان أساس الحبكة- وبعدها بيكون خط مستقيم فيكمل سيره وتكتمل الحكاية
- الخط الزمني كان معمول بطريقة دقيقة متوازن فيها بين الشخصيات والفكرة والأحداث نفسها، "من خلال أحداث مذ..بحة ١٨٦٠ في جبل لبنان والت..مرد في الجبل الأسود، والنزاع الحدودي بين الدولة العثمانية والصرب، ولمحة عن حملات إبراهيم باشا والخديوية المصرية والاستدانة، ده غير الحياة الاجتماعية لكل مدينة زي بيروت ووصفها بشكل دقيق" فكانت مغزولة بشكل وسط بين تدوين الوقائع وبين عمل أدبي، وده بالنسبالي شيء رائع"
-توضيح اللغات وتبلبل الألسنة كان موفق في تدعيم الفكرة وبواعث الشخصيات بين النفور والألفة
- فيه مشاهد كانت موفقة في طريقة عرضها، زي وصف وباء الكوليرا وموسم الحج كان موفق جدا، بالأخص موسم الحج ونقله لمشاعر الحجاج والبهجة اللي كانت بتعم المناطق دي، حسيت براحة نفسية وانا بقرأ صراحة
- وزي برده التلاسن بين أمير مونتينجرو وأمراء الجبل الأسود كان طريف جدا رغم قصره.
- وصف الدروز كان خفيف، وملائم لوضعهم، وكان موزع بين الشخصيات وفي طريقة كلامهم، زي كلامهم عن التقمص وكتاب الحكمة.
- معاناتهم في الأقبية مع بطل الحكاية كانت مش مؤثرة للدرجة لكن أدت غرضها وترددهم بين الحرية والسجن، وبعدين التأقلم والشعور المؤقت للحرية كان ممتع، يمكن بس فيه مشاهد حسيت بتشويش فيها لكن كان فيه مشاهد بتعضدها وبتشيل التشويش ولو قليلا
- النهاية بالنسبة لي كانت مقنعة، وخارجة عن المألوف نوعا ما وده شيء جيد جدا
________________________________________________
الشخصيات:
- ملائمة للجو العام، لا هي مشكلة أهمية قوية ولا هي مهمشة، ما عدا شخصية "حنا يعقوب" اللي عرضت معاناته واضطرابه وأوجاعه والشتات بينه وبين شخصية "سليمان" على طول القصة
- شخصية الإخوة غفار عز الدين والشيخ حمد "اللي وضحت فكرة العمى والإبصار" أو جماعة الدروز بشكل عام كانت مرسومة بشكل لطيف، بالأخص نعمان والشيخ قاسم وتأثرهم بنكباتهم "اللي اتعرضت بشكل غير مباشر في بعض الأحيان" ولكنها كانت مؤثرة .
- فيه شخصيات فرعية كان دورها مساهم في الحبكة "شخصية جودت باشا" وتأثره بهزايمه واكتئابه و"نازلي هانم " ووصف عالم البغا.ء في الوقت ده.
- التفاعل بين حنا وزوجته ولو كان بسيط وخفيف، كان دافع قوي للحبكة، بالإضافة لشخصية بطرس الخوري وتأمله لذاته وتفاعله مع هيلانة وتأثره بيها كان لطيف وواقعي
________________________________________________
اللغة والسرد والحوار:
- اللغة متوسطة، فصحى متأثرة بألفاظ القرآن في مواضع كثيرة مفعمة بالكلمات المعجمية الملائمة للزمن والكلمات الدارجة الخفيفة، يمكن أرهقتني شوية في القراءة لكن تحسبلها في نقله للواقع كما هو.
- السرد بتقنية راوي عليم ونادرا متكلم، ناظر نظرة الطائر من أعلى، فخفف التأثر بالشخصيات إلا إذا لزم، ممتع جدا في سرده للوقائع التاريخية
- الحوار خفيف، متراوح بين جمل طويلة -زي في فقرة"المكّار البوسني" وفقرة "حكاية مصطفى مراد" وموضحة لبعض الشخصيات زي عائلة غفار عز الدين، والراعي المقدوني- وقصيرة ممكن صعب تعرف مين المتحاورين لكن فيه لازمات مرشدة.
_______________________________________________
الخلاصة: عمل رائع وقوي، مصنوع على نار هادية، فيحتاج للتركيز وفي الغالب يحتاج قراءة تانية لاستيعابه.
-
[email protected]
"دروز بلغراد" رواية لربيع جابر، تعرفتُ من خلالها على أحداث واقعة حدثت فعلاً في لبنان العام 1860. وهي نفي السلطات آنذاك لمجموعة من الدروز بعد الإقتتال الذي جرى بيتهن وبين المسيحيين .
تبدأ الرواية من وجود الشخص الخطأ في المكان الخطأ وأيضا في الزمان الخطأ، "حنَّـا يعقوب" بائع البيض المسيحي أصبح إسمه سليمان عز الدين، رغماً عنه وفقط لإضطرار السلطة لتكملة لائحة المنفيين بعد ان أخلي سبيل مسجون درزي هو سليمان عزالدين لقاء فدية مالية فكان حنَّا يعقوب هو الفدية الفعلية والضحية في آن.
في رواية دروز بلغراد تتلاشى مظاهر الطائفية والمذهبية لتحل محلها مظاهر الوحدة والعيش المشترك وحتى المصير المشترك، حيث ان مجموعة المنفيين هذه بما فيهم حنّا يعقوب عاشوا الظروف ذاتها وواجهوا متحدين ما اعترضهم من صعوبات وتعرضوا جميعا للمهانة وقساوة العيش . كذلك فإن الرواية تٌبرز ذوبان الفرد مع الجماعة، حنَّا يعقوب المسيحي وبوجوده ضمن مجموعة الدروز أصبح سليمان عز الدين والأخ الخامس لإخوته ، لاقى منهم كل حماية ورعاية ، وهو رغم مسيحيته نراه يٌنصت لتلاوة القرآن ويصلي مع قافلة الحجاج ويستمع للخطباء فيهم. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن الإنسان يتأثر ويندمج بالبيئة التي وٌجِدَ فيها.
في الحروب والمنازعات غالبا من يدفع أغلى الأثمان أولئك الذين لا دخل لهم بما يجري. وهذا ما حصل مع حنَّــا يعقوب المٌسالم الذي جعله حظه العاثر ليكون بدل عن ضائع لمدة 12 سنة من النفي والسجن والأشغال الشاقة ، سنوات تحول فيها المواطنون-السجناء- إلى عبيد وأجراء يعملون بالسُخرة وأيضا إلى جنود ووقود في معارك لا دخل لهم بها. في مكان آخر يضيء الكاتب على بعض تقاليد وأخلاقيات المجتمع الدرزي عندما يقول متحدثا عن السجناء الدروز الذين يعملون في موسم قطاف العنب بأنهم "قطفوا الكروم وكأنها كروم أبيهم ولم يكسروا الفروع او برموا العنب على الأرض خارج السلال." وهذا ليشير إلى إخلاصهم وتفانيهم في العمل الموكل إليهم. وفي موضع آخر يقول عنهم "إذا دنت منهم إمرأة عارية الذراعين، حدّقوا إلى التراب وتركوا أصابعهم تقطف وحدها كما يفعل العميان ". ليشير إلى تعففهم وترفعهم عن النزوات.
رواية دروز بلغراد ليست رواية تاريخية كما يريدها البعض، فهي لا تؤرخ لفترة زمنية معينة بقدر ما هي تنطلق من حدوث واقعة تاريخية – نفي 550 درزي من ضمنهم حنَا يعقوب- لينطلق الكاتب من خلال هذه الواقعة إلى نسج رواية عن معاناة هؤلاء خلال رحلة النفي التي فرضت عليهم وما لاقوه خلال هذا النفي من هوان ومذلة .وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان وفي هذا أيضا قد تكون إشارة إلى ما يمكن أن يتعرض له الجماعات التي ترزح تحت نير الإحتلال فلا فرق عمليا بين الإحتلال الفعلي للأرض وبين إحتلال إرادة الناس عبر ألإعتقال أو النفيّ .
رواية دروز بلغراد رواية جميلة تضمنت صورا ومعاني بسيطة ولعلَّ جماليتها تكمُن في أسلوب السرد البسيط . رواية تحفز القاريء لقراءة المزيد من نتاج هذا الكاتب.
-
Mostafa El-shimy
هي المرة الاولى التي أقرأُ فيها لربيع جابر. بل أظنني، لجهلي أو سوء حظي، لم أسمعْ باسمِ هذا الأديب الرائع من قبل.ولولا البوكر ما كنتُ عرفتُ رجلاً سأسعى لقراءة كل ما يكتب بشغفٍ شديد. فالرواية، رواية حكاية حنا يعقوب. رواية رائعة حقًا. أخذتني من السطرِ الأول ولم أشعر بمللٍ على الأطلاق. كنت أمام كاتب قدير استطاع الامساك بي من السطرِ الأول حتى الأخير، حتى أنني لم أكن أريدها أن تنتهي، لم أكن أريد لهذه الرحلة العبثية القاسية أن تنتهي. لكنها انتهت لحسن حظ بائع البيض المسكين.
لكن؛ هل كَان بائع البيض محظوظًا حقًا؟ ربمَا لا. يقولون أن مقتل فراشة في الصين قد يؤدي إلى أعاصير وفيضانات في أوربا؛ هذا صحيح. لقد صدقت هذا وأنا أرى الغريب لألبير كامو من قبل، وها أنا أصدق هذا مرة أخرى اليوم في رواية ربيع جابر. أدركت كم هي الحياة عبثية وقاسية. مسكين هو بائع البيض الذي سافرَ في رحلةٍ طويلة مَا فكرَ يومها بها. والسبب؟ لا يوجد سببًا. هو القدر ربمَا أو سوء الحظ .. أو بعض العبث.
في هذه الرحلة نعرفُ قيمة الحكي. الحكي هو الهواء بالنسبة إلى كل مساجين الأرضِ. إليّ وإليك. ولولا الحكي لمات المساجين منذ الوهلة الأولى التي سجنتهم في الجدران والسراديب. الحكي هو الحرية. ما قيمة الحياة والوطن سوى الحكي والأنس بمن تحبهم ويحبونك. في هذه الرحلة أيضًا ستعرف معنى الوطن / البيت. ستعرفُ معنى أن تلبسَ قميصًا نظيفًا أو تغتسل أو تشرب قد ماء بارد أو تجلس أسفل شجرة لا تفعل شيئًا.
وفي هذه الرواية أيضًا ستتعلم معنى البناء البسيط الرائع. هنا أديبٌ يعرفُ جيدًا كيف يشدك وينسج حولك خيوط الأحداث. يحكي هنا وهناك في خطين للسردِ؛ فتظل مشدودًا وراء النهاية للنهاية. نجحَ ربيع جابر باللعبِ على هواجس السجين حتى بعدما تحرر؛ من خلال البناء. فقد ظل الخوف مسيطرًا على عقلِ القاري بعدما توحد بالبطلِ تمامًا. إنك لن تدركَ حتى السطر الأخير؛ هل تحرر حقًا أم أن السجين المسكين لا يزال يهلوس في السجن. والسبب هو البناء: التقطيع. التقديم والتأخير. ترى نصف الحقيقة فتصدقها؛ وحين تراها كاملة لا تكاد تصدق سوى بعد حين.
هذه رواية تستحقُ القراءة قبل أية شيء، بلغة ربيع جابر المكثفة والذكية، هذه رواية تبحثُ عن قراءِها من عشاقِ الأدب الراقي. ولهذا سعدتُ أنني كنتُ لها وكَانت لي.
مصطفى الشيمي
11 – 10 - 2012
-
حسين محسن
أوصلني ربيع جابر – بعد قراءتي الثانية له – إلى قناعة أنّي أقف أمام أديب متميّز يعد مستقبل الرواية العربية بالكثير.
يتناول جابر في روايته هذه حدثًا مركزيًا واحدًا يغوص في معالجته عميقًا؛ وهو حادثة ترحيل مجموعة من دروز الجبل اللبناني ونفيهم إلى بلغراد على إثر أحداث مذابح الجبل في العام 1860 التي دارت بين دروز الجبل ومسيحييه. وفي تناوله هذا الحدث يأخذنا في رحلة إنسانيّة مريرة مع أحد مسيحيي بيروت المأخوذ خطأً معهم، فنعاين معه شدة ما قد تكون قسوة الحياة على ابن آدم.
وأمام معاينة الأحداث تلك، يغوص بنا جابر في معالجات داخلية للنفس البشرية، من إظهارٍ للوحشية التي قد يتلبس بها ابن الطين ناسيًا بُعد الرحمة التي أودعها الله فيه فيستحيل وحشًا كاسرًا يهون في نظره أي قهر وظلم قد يسببه لأخيه الإنسان، إلى إظهارٍ لطبيعة العلاقات التي قد تنشأ بين معدومي الحال الذين لا يجمعهم إلا قهرهم وعذاباتهم، وصولًا إلى استعراض حال المقهورين وكيف يمكن للعذاب أن يصنع بأهله، وغيرها من لفتات برع كاتبنا في عرضها ولمس في ذلك دواخل أنفسنا (أو نفسي أنا كحد أدنى) إلى أبعد حد.
إن كل ذلك قد يشكل دروسًا لأجيال اليوم والغد فيما خص مسألة تعاطي الإنسان مع أخيه الإنسان..
ثم إن ذلك كله قد ترافق مع حسن بيان وبراعة في الوصف للشخوص والأحداث والأماكن التي دارت فيها أحداث الرواية (من بيروت، إلى بلغراد، ثم بلاد الهرسك، فصوفيا، فالجبل الأسود، وغيرها). وهو ما أفعم الرواية برونق بديع زاد من قيمتها المعنوية قيمةً شكلية.
أما ما قد يعيبه البعض على أحادية الحدث في الرواية وأن ذلك مما قد يضعفها، فإني أعتقد أن الحدث الواحد حين نغوص في معالجته متناولين جوانب بهذا العمق والحساسية، فإن ذلك لا يضر بقيمة العمل شيئًا، ويغني الكاتب عن إثقال الرواية بالأحداث.
شكرًا ربيع جابر..
-
مبارك الهاجري
خشيتُ أن يكون لقاء حنا ببربارة في المشهد الأخير كابوساً كما قد توهمه البطل؛ لكنه من الجميل حقاً بعد كل تلك الحيوات من المعاناة أن يعود لأحضان زوجته وابنته.
بائع البيض حنا يعقوب، يقتاد دون ذنب ليحل محل درزي أخ خامس لأربعة إخوة قضي بسجنهم ونفيهم في بلغراد، المعاناة تستمر في التعذيب النفسي أكثر من ذلك البدني الذي كان في البداية، حينما صاح بصوته: أنه ليس سليمان غقار بل حنا، حتى في سنة العمل الإلزامية التي سبقت تاريخ الإفراز لم تنتهِ تلك المعاناة بل هي تبدأ في جانب آخر أشد وقعاً مما سبق الجانب التي تتعارض فيه المصالح الطارئة أو العارضة مع الإنسانية. كانت الإنسانية يُقايض بها. كان لها ثمن أجل؛ ولكنه ثمنٌ بخس، للمعاناة دوامة كذلك حين يفر من موجة القتل تلك في السنة الإلزامية ليسرق بيضة كان يبيع مثلها من قبل فيسجن مرةً أخرى لتتضاعف سنون تيهه عن أهله. يكثر ربيع جابر من الوصف، يعتمد على لغة متوازنة مع طريقته في السرد؛ لكنها ليست متينة. يعتمد التاريخ ويستحضر الجغرافيا يناوب بينهما في الأربع روايات التي قرأتها له ( رحلة الغرناطي / اعترافات / أميركا / دروز بلغراد ). فكرته في الابتكار ماتعة لا شك، حتى في الأحداث الصغيرة التي أنشأها عن الشيخ مصطفى مراد وبناته الثلاث، كذلك عن الجبل الذي يسكن به أبناء الشيخ غفار، كل ذلك كان بديعاً؛ لكنه في رأيي افتقد إلى اتقان التقنية التي يكون عليها حنّا في السجن، صحيح أن أمر صمته عن تعريفه بنفسه قد يُستساغ تحت الضرب والألم؛ لكنه لا يهضم. شيءٌ ما كان يتأخر عن الدرجة الكاملة في المعالجة، هو شيءٌ ما يجعلك تصفق بشدة لكن بروح لا يتم فيها التوقد والحيوية، وإن كان من شيء يستحق البوكر من أعماله فيما قرأت فليس سوى أمريكا.
رواية ماتعة بلاشك. أنصح بها.
-
Sima Hattab
دروز بلغراد
ربيع جابر
عدد صفحاتها240
تقييمي لها 5/4
دائماً ما تكون البدايات في القراءة لكاتب بالنسبة لي كمن يدخل إلى المجهول لاكتشاف كاتب جديد وأسلوب كتابة جديد، لا تخيفني البدايات بتاتاً وغالباً ما اكتشف أن النهاية تستحق خوض تجرية البداية التي أخطوها.
تتحدث هذه الرواية عن حقبة تاريخية لحكم الدولة العثمانية لبلاد الشلام وخصوصاً في لبنان وعن الحرب الدائرة بين المسيحيين والدروز والتي أدت إلى قيام الدولة العثماتية بترحيل 550 درزي من لبنان إلى بلغراد.
تناولت الرواية قصة "حنا يعقوب" المسيحي بائع البيض الذي اقتيد مع الدروز واعتبر أنه درزياً وليس مسيحياً، وقد تطرقت الرواية الى المعاناة التي يعانيها الدروز أثناء ترحيلهم إلى بلغراد وتسخيرهم للعمل مع السلاطين العثمانيين وعدم الاهتمام بهم والعناية بظروفهم المعيشية، تغربوا عن وطنهم اثنا عشر عاماً منهم من عاد الى وطنه ومنهم من مات ولم يعد فلم يحتمل البرد القارص ولم يحتمل الاهمال وهم ينتقلون من قلعة بلغراد الى الصرب والجبل الاسود وغيرها، تصل معه إلى أن حياة السجن والغربة توحد الجميع لا يصبح هناك فرقاً بين مسيحي ودرزي وتنتفي الصفة التي رحّلوا لأجلها
استطاع الكاتب ومن خلال بساطة لغة السرد والبلاغة الوصفية أن يوصل لنا المعاناة التي عاناها الدروز ومقدار العذاب والألم والظلم والمعاملة غير الآدمية، يدخلك إلى عالمهم لتعيش معهم وتتألم لآلامهم وترغب بالانتهاء من قراءتها حتى تنهي هذا العذاب والعيش بكرامة وانسانية
هي رواية تاريخية بروح انسانية
-
Mohammed AL-Salem
عادةً لا أطيل القراءة مع أي كتاب ، ولكن مع هذه الرواية أحسست أنني مجبور على إتمامها رغم أني تمللت في بعضها و تحمست في بعضها الآخر .
"دروذ بلغراد .. حكاية حنا يعقوب" هي أهم أعمل الروائي اللبناني الجاد " #ربيع_جابر " وهي الرواية الفائزة بجائز البوكر لعام ٢٠١٢ ، تدور أحداثها في عام ١٨٦٠ م ، في مدينة بيروت .
في صباحٍ مشرق ، يخرج "حنا" حاملًا سلة البيض، مودعًا زوجته و ابنته الصغيرة إلى الأبد دون أن يدري .. لا يعود حنا لبيته ، يختفي عن الوجود ، ويشاع أنه مات و احترق بدنه ، ولكن صراخه ونداءاته التي كان تتردد في رأس زوجته "هيلانة" قادمةً من قبو السجن الذي أخذ إيه حنا بالخطأ ، لأنه كان يبيع البيض في المكان الخطأ ، في الزمان الخطأ .
في بداية الرواية كنت متشوق للغوص في اعماقها أكثر و أكثر ، ولكن ربيع جابر مفتون بالطبيعة ، حيث أنه أصبح يصف الشمس و الهواء و الأشجار و الروائح في كل فأغلب أحداث الرواية ، وهذا قتل عنصر التشويق جزئيًا . كما أنه في أحيان كثيرة يبدأ بوصف الطرقات وصفًا دقيقًا و كأن هناك أحدًا سيتبع وصفه ليلتقي ببطل الرواية في ذاك المكان !
هل تستحق البوكر ؟ لا أدري حقًا ، لغة الكاتب عظيمة ، مفردات رائعة ، راق لي توزع الفصول ، و أزعجني في بعض الأحداث ، القصة مطروحة بشكل عام من قبل ، ولكن ربيع جابر أعاد طرحها بثيم عربي خاص.
تقييمي الفعلي لها ٣ ونصف