ولكن الجمال الحقيقي يختفي حين تظهر مخايل الذكاء. والذكاء نفسه إسرافٌ من الطبيعة، والإسراف يفسد التناسب في أي وجه. فالمرء إذا ما بدأ يفكر، تحول وجهه إلى جبهة كبيرة، أو أنف كبير، أو أي شيء من هذا القبيل. استعرض سائر النابهين في أي مهنة من مهن الفكر تر صورهم نماذج في البشاعة ليس لها مثيل. ولقد يُستثنى من ذلك رجال الكنيسة، ولكن هذا طبيعي، فرجال الكنيسة لا يفكرون البتة؛ والأسقف يردد وهو في الثمانين ما لُقّن أن يقوله وهو في الثامنة عشرة، ولذلك تراه يحتفظ بجماله إلى آخر يوم من أيام حياته..
مشاركة من المغربية
، من كتاب