في الحياة اليومية ينجو الأشرار من العقاب
ويضيع على المحسنين الثواب
ويجني الأقوياء ثمار النجاح
أما الضعفاء فلهم الخيبة وسوء المآل
هذه هي قصة الحياة !
صورة دوريان جراي
نبذة عن الرواية
تمتّع دوريان جراي بجمال لا يُقاوَم، ومكانة اجتماعية مرموقة، لكنه مغرور وساذج. عندما رسمه صديقه بازيل هولارد، عبّر جراي عن رغبته في البقاء بنفس رونق وشباب صورته..تتحقق رغبته... يرتكب جراي الأخطاء، وفيكل مرة يخطىء فيها، تتشوّه صورته قليلًا ويبدو عليها التقدم بالعمر بينما يظل هو شابًا مفعمًا بالصحة، وتتحول حياته إلى دوّامة من الكذب والقتل والحقارة. إنه شخص دمَّره جماله المفرط. في صورته ينعكس كل الشر والفساد الذي أتاحه له مظهره الجميل والعالم على حد سواء. أوسكار وايلد صاحب تجربةحياتية تتماثل، ولو من بعيد، مع جراي. وقدقال كل ما يمكن أن يُقال في هذه القطعه الفنية المليئة بحس الفكاهة والسخرية والتهكّمالقاتم. إنها رؤية ساخرة للغرور وخواء الرفاهية، والرغبات العمياء. استعراضفَجّ وصريح لكل القبح الموجود فينا عندما نتعالى على أحكام الطبيعة. فأن نطلب الثروةوالجمال الدائم هو طريق حتميّ إلى الجحيم. لو أمكنني أن أظل شاباً وتكبر الصورة في عمرها! من أجل هذا -من أجل هذا- سأقدم كل شيء، سأقدم كل شيء، سأقدم روحي مقابل ذلك! حين يرسم باسيل هولوورد صورة دوريان جراي الشاب والوسيم، يرى أنها أهم عمل في حياته. لكنه لا يحزر كم ستكون هذه الصورة مهمة لـ دوريان جراي نفسه، لأنه حين يرى الصورة الشخصية المكتملة، يتمنى أمنية رعيبة بأن يكبر الرجل الشاب الجميل في الصورة أمامه إلى الأبد. ولسوء حظ دوريان، وكل من يعرفه، تتحقق أمنيته -بطريقة رهيبة... واحد من الكتاب الإيرلنديين المهمين في القرن التاسع عشر. ولد أوسكار وايلد في دبلين، إيرلندا، في 1854. كان أبوه طبيباً وأمه كاتبة ومترجمة. ذهب إلى جامعتي دبلين وأوكسفورد، حيث كان طالباً ذكياً إلى حد غير عادي. في أوكسفورد، فاز بجائزة مهمة لكنه كان حتى أكثر شهرة لأسلوبه الشخصي غير العادي. وأكسبه شعره الطويل وملابسه الزاهية وحديثة وآراؤه المسلية الكثير من التابعين، كما أكسبته عادته في الهزء من الناس أيضاً أعداء. تعتبر رواية "صورةدوريان جراي" من كلاسيكيات الأدب الإنكليزي، إنها تحفة فنية لم يكن لنا أن نتوقعأنها ستصبح أيقونة أدبية عندما نُشرت لأول مرة في عام 1890.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 349 صفحة
- [ردمك 13] 9789778511543
- دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية صورة دوريان جراي
مشاركة من ثناء الخواجا (kofiia)
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Afrah
في الحياة اليومية ينجو الأشرار من العقاب ويضيع على المحسنين الثواب ويجني الأقوياء ثمار النجاح أما الضعفاء فلهم الخيبة وسوء المآل..هذه هي قصة الحياة..
يرسم "باسيل هولوورد" لوحة غاية في الجمال لصديقه الشاب الساذج الوسيم "دوريان جراي", ثم يعرف الرسام دوريان بصديقه اللورد "هنري ووتون و منذ ذلك اليوم تتغير حياته تماماً حين يسممه اللورد "هنري ووتون" بأفكاره و نظرياته و يقنعه أن الهدف الوحيد من الحياة هو الجمال وإشباع الحواس وأن تبقى شاباً :" حي على الشباب إنه كل مافي الحياة من صور النعيم" هكذا تتسلل أفكار هنري اللاذعة إلى عقل دوريان الفارغ! يغار دوريان من الصورة لأنه يكبر بكل دقيقة تمر بينما هي خالدة بجمالها, تحتفظ بعنفوان الشباب على مر السنين, فيتمنى لو تشيخ الصورة و يخلد هو في جماله و شبابه الذي أقتنع فعلاً- الشكر للورد هنري- أنه سر الحياة! فتتحقق أمنيته في البقاء شابا للأبد بينما تتحمل صورته التي رسمها له صديقه "باسيل هولوورد" أثر الِّكبر لكنها أيضاً تصبح سجل لخطاياه وذنوبه, وتبقى شاهداً على مدى فساده الأخلاقي وسعير نار شهواته التي تلظى.
هل يمكن للنفس البشرية أن تتمادى في الشر والطغيان طالما أنها لا ترى أثاره فيها! كيف للضمير الإنساني أن يحجب مرآته التي يرى فيها نفسه! أم الضمير هو المرآة التي نرى فيها أنفسنا أصلاً؟!
دوريان! يالك من مسكين..أنت ضحية أمنياتك! ألم يقولوا لنا دائماً: " أحذر مما تتمناه, Be careful what you wish for "
لو أنني كنت محل دوريان أحتفظ بصورة تسجل كل ذنوبي تشيخ الصورة و تزداد قبحاً و هي بعيدة عني لا أرها في استمرار لأني مستغرقة في شهوات النفس البشرية التي احترت علام فطرت هي !
لاشك أنني سآتي العجائب مثلك يادوريان! و لكن مرآة ضميري أمامي تماماً كل أخطائي تسجل لحظة بلحظة, لذلك هي تصحح لحظة بلحظة! بينما أنت يا دوريان حاولت تصحيحها دفعة واحدة, أردت دفع ضرائبك المتأخرة لدى مرآة ضميرك المفقودة أو بالأحرى التي اخترت أنت بنفسك أنت ترميها في حجرة الدراسة المهجورة في الأعلى! و لأن سجل آثامك كان مليئاً مزدحماً بالذنوب! أتى "عقاب" الضمير قاسياً !! كل القبح و الكِبر و الندوب و آثار الزمن تحل عليك مرة واحدة قوية مندفعة سئمت من الصورة المحبوسة فيها! متَ يا دوريان قتيلاً بذنوبك! مشنوقاً بملذاتك! غريقاً بدموع و دماء الحيوات التي دمرتها!
كيف لكلام اللورد هنري المسموم أن يؤثر فيك أكثر مما أثر فيه! أم أن اللورد هنري كما وصفه بازيل:" لا يتحدث إلا بالشر ولا يفعل إلا الخير!" هل ما فعله بك خير؟ أم أنه لم يفعل شيئاً أساساً؟
كل ذلك كان بداخلك منذ البداية! كانت أرض الشر فيك خصبة بذور الخطيئة تنتظر بعض كلمات اللورد هنري أو غيره حتى تنمو تسقيها كل يوم بما تشربته من روح هنري الجيد في الحديث حتى تثبت أنك جيد في الفعل! هل لوحة بازيل هي ما دمرتك فعلاً و جعلتك حاقداً عليه حتى قتلته؟ أم سموم اللورد هنري المنطوقة؟ أم أنك ضحية نفسك؟ لا أعلم هل أشفق عليك أم أمقتك؟ لا أعلم شيئاً مذ أول سطر بهذه الرواية..ولهذا بالضبط هي عظيمة!
كان اللورد هنري يقول:" ما أشبه الخضوع لأفكار الغير بالعبودية, و ما أشبه إخضاع الغير لأفكارنا بالاستعباد. إن التأثير في الغير يُكسب الإنسان إحساساً بالقوة لا نظير له في الحياة. فما أجمل أن تمتد الروح إلى الخارج و تسكن جسداً آخر, ولو للحظات معدودات.."
ضحكت! و غضبت! هل هذا ما تمارسه عليَّ يا أوسكار وايلد! هأنا خاضعة مستعبدة برضا و سعادة بالغتيين! أوسكار وايلد في قبره منذ 115 عام وأفكاره تحاصرني و تسكنني حسب وصفه!
عند قراءتي كنت دائماً أضع نفسي ند لند أمام الكاتب! أتصيد أخطائه! أفتش عن تناقضاته! هه ولكن غضبي من أوسكار وايلد الذي كان يشعرني بالضعف أمام كلماته الرنانة و أسلوبه الساخر يجعلني أعيد وأكرر وعدي الذي دائماً أقطعه على نفسي" لن يأخذ أي كاتب نصيبه من عقلي إلا إذا فرضه فرضاً وفاز بحرب التفكير الناقد الذي يغربل أي كلمة يقولها" نعم! لن أخضع إلا لما يستحق الخضوع! ثم أضحك بألم حين أجد نفسي واقفة أمام المرآة لدقائق طويلة و يتردد في سمعي نظريات اللورد هنري عن الجمال, وأضحك مرة أخرى حين أبحث عن ذنوبي التي سجلها الزمن في ملامح وجهي, أتأمل يدي باحثة عن كل آثر و أفتش بذاكرتي عن خطاياي التي تستحق أن تخط توقيعها فيّ! أصبحت أتفرس في وجوه الناس محاولة أن أستشف خطاياهم, عبثت بمعايير الجمال, حيرتني و أصبحت أعيد التفكير في نظرياتي عن العمق والسطحية, هذا هو الأدب الحقيقي, نحن نحتاج هذا النوع من الكتب التي تكون كالفأس الذي يحطم الجليد المتجمد فينا كما وصفه كافكا.
إذا أردت أن تعرف حقيقة إنسان ألبسه قناعاً.
يا ترى ماذا ستكون حقيقتنا لو ارتدينا أقنعة تسترنا من عواقب أفعالنا!
هذا ما ستجيب عليه هذه التحفة الأدبية التي تسحرك بكل حرف فيها.
-
زينب مرهون
المرايا المكسورة تخيفني حين أحدق فيها، ربما لأنها ترسم وجوهنا الحقيقية من الداخل إنه زمن الأشياء المكسورة.لا شك أنّ الروح مرآة الجسد؛ لكن ماذا لو تغيّرت هذه القاعدة وانكسرت هذه المرآة وأظهرت حقيقتنا المستتره التي نخاف منها وانكشفت لدى الناس؟
هل سنكون في أتم الرضى؟وهل نستطيع بعد أن انكشفت هذه الحقيقة لدى المجتمع أن نحوِّل كل ماهو أسود وخبيث إلى بياض وطيبة؟.
على الرغم من انتهائي لهذه الرواية إلا أن طيف تفاصيلها لا يزال يتتبعني.أتساءل في قرارة نفسي كيف استطاع أوسكار أن يشرِّح صراع الإنسان وذاته بكل هذا العمق؟
من الروايات التي تعبث بداخل النفس والجديرة بالقراءة
-
zahra mansour
رواية قصيرة ورائعة جدا وبها كثير من المعاني.
باسيل وهنري ودوريان ، إنهم نموذج يحتل اجزاء من أنفسنا الحساس والطاهر والماكر والساخر ، دوريان كان لديه الخيار واختار مشاهدة عفن روجه ، نملك الخيار دائما بأن نقف أمام المرآة ونشاهد انفسنا من الخارج ومن الداخل ونختار الطريق . يرسل لنا أوسكار رسائل ذات معنى ، عن القشور والسطحية والجمال والجوهر الداخلي وماهية الروح . من منا يملك القدرة على رؤية روحه في لوحة ومشاهدة تغيراتها ؟! كانت رسالته الجمال بالروح ، لأنه هو من يبقى ويدوم.
-
الزبير
كتاب رائع لأحد كتابي المفضلين في العصر الفيكتوري للرواية الانجليزية.
الرواية لا تشذّ عن نموذج أوسكار وايلد في الكتابة الساخرة و النقد الضمني للمجتمع الذي كان يعيش فيه.
تبدأ القصة حين يرسم "باسيل هولوورد" لوحة لصديقه و بطل القصة الشاب الغني الوسيم "دوريان غراي", ثم يقوم الرسام بتعريف صديقه اللورد "هنري ووتون" لـ"دوريان غراي" و منذ ذالك اليوم تأخذ حياته منحى لآخرا حين يقنعه اللورد "هنري ووتون" أن الهدف الوحيد من الحياة هو الجمال و اشباع الحواس, فيتمنى أن يبيع روحه للشيطان لكي يبقى شابّا للأبد. فتتحقق أمنيته في البقاء شابا للأبد بينما تتحمل صورته التي رسمها له صديقه "باسيل هولوورد" أثر الخطايا و الذنوب, و تبقى تذكارا له لمدى فساده الاخلاقي و أثره على روحه.
يقول الكاتب "أوسكار وايلد" عن الرواية: "أنا مثل الرسام باسيل, مرهف و حساس و عطوف, و يراني العالم مثل "اللورد هنري" جذّاب و ماكر و عديم الاحساس, و أريد أن أكون مثل "دوريان غراي" في الأحلام , شاب للأبد, جميل و غني"
-
ندى الغامدي
قرأت في دوريان غراي تجسد الصراع بين نمطين أو شخصيتين؛ إحداهما إنسانية طيبة، والأخرى مادية أنانية.
اللورد هنري كان ممثلاً لجاذبية المادية، ونرى هذا واظحاً جداً في كل خطاباته المسمومة. اما الرسام بازيل كان ممثلاً للإنسانية. ولا يخفى على القُراء أن الكاتب صور جاذبية المادية أقوى بكثير من تأثير الإنسانية. فنرى بطل الرواية في مشاهد متكررة يعيش العذاب النفسي والحيرة لكنه سرعان ما يركن إلى إغراء المادية.
ولكن في نهاية درامية طعن دوريان الصورة -تلك الصورة التي تمثل روحه وضميره الحي الذي حاول مراراً مساعدته وإرشاده ولكنه لم يستجب لهذه المحاولات- فطعن هو بالمقابل وفي هذا إشارة ضمنية إلى انتصار الإنسانية.
-
أروى الجفري
بين الروح والجسد هناك علاقة ، الجسد مرآة الروح فكل ما يعتريها يظهر عليه ، قد لا يلحظ ذلك البصر لكن تدركه البصيرة ، في الرواية رمزت صورة الشاب الوسيم دوريان جراي إلى روحه ، فكلما ارتكب إثما تشوه جزء من الصورة مقابل ذلك ، حتى تحولت لصورة بشعة بعدما كانت غاية في الجمال .
للأسف لم أجد الرواية بترجمة لويس عوض متوفرة إلكترونيا فقرأت رواية الجيب بترجمة أحمد خالد توفيق ، بالتأكيد تلك احتوت على تفاصيل أكثر لكن هذه أيضاً أوصلت المعنى في قالب جيد رغم أن إيقاعها كان سريعا .
-
حنان فوزى
أحد الروايات الخالدة فى ذهنى و التى أعدت قراءتها أكثر من مرة و شاهدت الفيلم المقتبس منها
الفكرة نفسها راااااااااائعة
هى أقرب لفكرة "ماذا يمكن أن تفعل إذا ضمنت ألا عقوبة و لن يعرف أحد"
فكرة مرعبة كل منا يظن فى نفسه خيرا و لكن حين تأتى لحظة الأختبار ..............
.....؟؟؟!!!!!!! !!!!!!!!!!! -
ضُحَى خَالِدْ
قرأتها من حوالى سنتين لكن أحداثها مطبوعة فى ذهني من وقتها بالكاااامل .... من أرووووع ما قرأت فعلا
دوريان جراى تمثيل لطبيعة البشر غالبية عموماً وإن كان لو حصل بالفعل انه لو لكل واحد لوحة خاصة بيه بيظهر عليها كل حاجة كده لكانت الأمور إختلفت .....
-
الجغرافي عبد المجيد
رواية ممتعة فلسفية جمالية يتمتع بطلها بمكانة اجتماعية مرموقة وجمال لكنه مغرور وساذج عندما رسمه صديقه الرسام عبر البطل دوريان عن رغبته في مطابقة صورته مع أفعاله ونفسيته لكنه ما يلبث أن يقع في المحظور والخطأ وفي كل مرة يخطئ فيها تشيخ الصورة وتتبدل ويبقى هو على نضارته وجماله وتتحول شخصيته إلى الحقد والوساوس والإفراط في الجريمة وفي النهاية يكتشف الناس أن دوريان من تغير وبقيت الصورة على جمالها
تستحق 5 نجوم بجدارة
-
Ahmed Adel
أفضل الروايات هى التي ترى فيها جزءًا من روحك
تخيل لو أنك إرتكبت ما شئت من الذنوب وتجد دوما من يبرر لك
لكن في المقابل تتعذب روحك شيئا فشيئا وربما انتحرت
أبدع وايلد كثيرا في الرواية وأبدع أكثر لويس عوض في الترجمة
فالرواية تعج بالإقتباسات الفلسفية الرائعة
تراجعت عن منحها النجمات الخمس بسبب بعض الملل الذي إعتراني أثناء قراءة الفصل الخاص بقراءات دوريان جراي في الفن
-
Doaa Mohamed
أول مرة أقرأ لأوسكار وايلد ولكنها بالتأكيد ليست آخر مرة.. وكانت قراءة صورة دوريان جراي بداية مبشرة على الرغم من صعوبة ترتيب أفكاري ومشاعري اتجاه الرواية..
أولا أسلوبه في الكتابة كأنه رسم للوحة فنية- بعيدا عن ان موضوع الرواية الفن والشباب والجمال والغواية - لوحة منمقة و مرسومة بعناية لتوصيل فكرة معينة او الأقرب للصح مناقشة فلفسة معينة خاصة بزمن معين.
الترجمة كانت فوق الممتازة ساعدتني جدا على الاندماج مع الرواية واللغة جميلة وانسيابية واعتقد لو كنت قرأت النسخة الانجليزية لن أجد ذلك الفرق الكبير.
فكرة الرواية :
( أرجو اني أقدر اوصفها حسب فهمي لها 😁).. كانت جيدة للغاية والرواية تبدأ بداية عادية تماما تعرفنا على مظاهر الترف في المجتمع الانجليزي في القرن التاسع عشر ( المشاهد كانت موصوفة بشكل جيد جدا)..
الحفلات وتجمعات الطبقة الاستقراطية والمبادئ الظاهرة والحياة المزدوجة التي يعيشها تقريبا كل شخص في المجمتع "الراقي" بدافع شيء واحد وهو الملل..
لا أعرف الخلفية التاريخية والاقتصادية لهذة الفترة ولكن أعتقد انها كانت فترة الراحة للمجتمع الانجليزي وفترة جني الثمار ( اللي طبعا عارفين كلنا هيا جات منين 🙂).. الاهتمام بالفن والأدب والحرص على متابعة كل ما هو جديد و ذا قيمة كان واضح جدا في حياة الشخصيات.
أحيانا كنت أشعر ان أوسكار وايلد يسخر من الرجل الأبيض او الانجليزي خاصة ومن الطبقة الأرستقراطية في هذة الحقبة عامة. وكان فيه تهكم واضح على ادعاء فعل الخير.. والخوف من المجتمع وكيف ان هذة الطبقة لا تفعل شيئًا في حياتها ذا معنى.
❞ الناس في هذه الأيام يخافون من أنفسهم، وينسون أن واجب الإنسان الأول هو واجبه نحو نفسه، فتراهم يطعمون الجياع ويكسون العراة وأرواحهم جائعة عارية. ولا بد من أحد أمرين، فإما أن شعبنا قد فقد شجاعته أو أن الشجاعة لم تكن من صفاته في يوم من الأيام فنحن عبيد الخوف: الخوف من المجتمع هو جوهر الأخلاق، والخوف من الله هو جوهر الدين. ❝
❞ فلما أن ورث اللقب بعد بضعة شهور وأصبح اللورد فيرمور، خصَّص كل ملكاته لدراسة فن الأرستقراطية العظيم، فن البطالة. ❝
-بعد التوغل في المجتمع الإنجليزي نبدأ نتوغل في حياة الشخصيات.. الشخصيات المحورية هم ثلاثة.. دوريان+ صورته .. بازيل.. وهنري.
نبدأ بدوريان :
شاب لم يتجاوز العشرين من عمره.. رائع الجمال كل من يراه يتعجب من جماله وحُسنه ولباقته والأهم برائته.. كل من يراه يتعامل معه على أنه ملاك او إله من أساطير آلهة الإغريق تجسد في صورته .. في البداية هو نفسه لم يدرك مدى التأثير الذي يتركه في كل من يراه..
يحاول الاندماج في المتجمع الارستقراطي فيتعرف على "بازيل" الرّسام الموهوب الذي وجد مصدر إلهامه برؤية وجه دوريان الجميل ف يقرر ان يرسمه.. حتى انه يعتبر صار مهووسًا به.. ومن شخصية بازيل كان إدراك دوريان لمدى تأثير "جماله وشبابه" فيمن حوله.
شخصية "بازيل" كان تأثيرها ثانوي يمكن.. كانت بمثابة صوت الضمير والأخلاق اللذان نفّرا دوريان منه فكان يراه دائم الحكم على أفعاله وأنه لا يفهمه ولا يفهم حقيقته ولا يفهم حقيقة رغباته ..
❞ إن دوريان جراي عندي محض دافع يدفعني إلى الخلق الفني يا هاري، فلن ترَ فيه شيئًا عَجَبًا، أما أنا فأرى فيه كل شيء، وإذا ما غاب عني ظهر في فني أكثر مما وهو قريب. ❝
-تُرسم الصورة.. يراها دوريان.. يتفاجيء بمدى جماله و بـ كيف يراه من حوله..
❞ وفاضت عيناه بالبشر كأنه يقف على حقيقة جماله للمرة الأولى. وثبت في مكانه كالمسحور لا يعي شيئًا مما يدور حوله ❝
ولكن مع إدراكه لجماله أدرك مفهوم الزمن.. وكيف أن كل هذا الجمال المبهر لن يدوم فالزمن يترك فيه كل يوم علامة أو خدش أو عيب.. وبمرور الوقت سوف يبلى هذا الجمال والشباب.. ف تملكته الغيرة من صورته وتمنى أمنية لم يكن يعلم ما عواقبها أو مدى تأثيرها على روحه وحياته.
❞ إني أغار من كل شيء جماله لا يموت، أغار من الصورة التي نقلتها عني فكيف يبقى لها جمالها وأفقد أنا جمالي مُرغمًا؟ إن كل لحظه تمضي تقتطع مني شيئًا وتضيف إليها شيئًا، فليت الأمر كان على عكس ذلك واها لي! ليت الصورة تتغير وأبقى أنا على حالي.
ليت الأمر كان بعكس ذلك! ليت الصورة تكبر وأخلد أنا في شبابي! إني لأنزل عن أعز ما أملك لتتم هذه الصفقة، وليس في العالم كله ما أظنّ به ليتحقق لي هذا الحلم هذه روحي أنزل عنها مختارًا ليكون لي ما أريد. ❝
ومن هنا كانت بداية تحقيق أمنيته أو بداية لعنته.. لعنة الجمال الذى لا يبلى والشباب والعنفوان الدائمين.. انفصلت روحه وسكنت صورته وبقى جسده الجميل كتمثال مجوف من الرخام..
-هنا يعرض أوسكار وايلد فكرة هوس المجتمع بالشباب والجمال وكم التنازلات الممكن تقديمها في سبيل تحقيقهم.. عرضه لفكرة مهمة جدا وهي ان الجمال هو المرجع الرئيسي الوحيد للحكم على شخص في هذا المجمتع.. إذا كنت بجمال دوريان جراي فمن المستحيل أن تأتي بأي فعل خاطيء بالأحرى من المستحيل أن يصدق أحد ان تفعل.. تكتسب حصانة لمجرد أن لك وجهها جميلا ولا يضاف الى سنوات عمرك ما يهدم شبابك ( كانت شيء مستفز جدا يعني!).
- ولنتحدث عن تغير دوريان جراي من الشاب البريء.. إلى شيء آخر يجب ان نذكر "اللورد هنري وتون" الشخصية الاكثر أهمية ف رأيي..
شخصية مستفزة ولكن للأسف مبهرة 😁
فيلسوف بدرجة أولي.. أرستقراطي ملول.. متلاعب بالناس الذين يراهم حالات مناسبة لأجراء التجارب النفسية عليهم.. يحكم على كل من يراه.. او ربما كان فقط يقتل الملل!
شخصية أراها مستفزة جدا ولكن صائبة إلى حد ما.. لكن رغبته ف صحبة بدوريان وكأنه وجد لعبة جديدة يختبر عليها تأثير أراءه الغريبة المتطرفة أحيانا...
اللورد هنري انبهر بالسماع أولا عن دوريان وجماله وسعى لبناء علاقة صداقة معه حتى يتعرف على هذا الفتى الذي صار حديث المجتمع الراقي. ويرى صدق الشائعات من زيفها ويحكم بنفسه.
ثم حين رآه انبهر كسائر الناس بجماله ولكن الأمر بالنسبة لهنري كان مختلف.. الانبهار هنا كان من باب الغيرة اعتقد الغيرة من الجمال والشباب اللذان يتمتع بهما دوريان.. والملل الذي يدفعه يجعل تأثيره على دوريان لعبة ممتعة.
❞ ـ لأن شبابك لا نظير له، والشباب هو كل ما يستحق أن نتمناه لأنفسنا في الحياة. ❝
❞ إن دوريان جراي طينة لدنة في يد من يصوغها. ولقد يكون منه مارد شاهق أو دمية يلعب بها الأطفال، فواهًا لهذا الجمال يوم يزول. ❝
❞ فليكن اللورد هنري لدوريان جراي إذًا ما كانه دوريان جراي لبازيل هولوورد، وليسيطر على نفسه سيطرته على نفس الفنان ولقد أصاب في ذلك بعض النجاح ولسوف يتملك ذلك الروح البهي في قبضته كما يتملك الساحر الجان في قبضته إنه ابن الحب والموت وهو نسب في طرفيه عظيم. ❝
❞ إن التأثير في الغير يُكسب الإنسان إحساسًا بالقوة لا نظير له في الحياة فما أجمل أن تمتد الروح إلى الخارج وتسكن جسدًا آخر، ولو للحظات معدودات وما أجمل أن يسمع المرء آراءه ترتد إليه كرجع الصدى دافئة بنَفَس الشباب حلوة بإيقاعه الحنون. ❝
-أما دوريان فانبهر بحصافة اللورد وبآراءه الجريئة المختلفة وصراحته وسخريته و كيف أنه يستطيع ان يرى ويقرأ ما يختلج في نفسه ككتاب مفتوح .. ف قرر أن يتبنى آراءه وفلسفته الجريئة ليجرب الاستفادة من مكتسبات جماله و أن يجرب ويغرق نفسه بالملذات.
❞ هاقد عرفت طريقك إلى الخلاص يا دوريان، فما يطهِّر الروح إلا الحواس وما يطهر الحواس إلا الروح. ❝
❞ وكيف لا يخاف من هذا الغريب الذي يقرأ عليه صفحة نفسه كأنها كتاب مفتوح ويهتك أمامه ما خفي عليه من أسرارها. ❝
❞ فانعم بشبابك ما بقى لك. أيامك ذهبية، فلا تبعثر ذهب أيامك مستمعًا إلى نصائح الوعّاظ الثقلاء أو آخذًا بيد العاثرين أو مكرِّسًا حياتك للجهّال والسفهاء، فهذه أهداف عصرنا وهو مريض، وهذه مُثُله العليا وهي زائفة.❝
❞ لقد كان الحديث معه أشبه شيء بالعزف على كمان حنون، لأن أوتار قلبه كانت تهتز لكل كلمة تُقال. ما أشبه الخضوع لأفكار الغير بالعبودية، وما أشبه إخضاع الغير لأفكارنا بالاستعباد. ❝
-وتبدأ حياة دوريان الأخرى متبعًا تعاليم اللورد هنري في بداية الأمر إلى ان يخسر روحه.. وتحدث الحوادث التى تغير فعلا دوريان في عين نفسه.
الصورة هنا هي الروح التي تثقلها الآثام وتظهر على صفحتها عواقب الأفعال التى ظن دوريان أنه آمن منها..
كانت بمثابة الشيء المُنغص الذي يذكره بما خسره وبحقيقته وبفداحه أفعاله وربما رياءه في بعض الأحيان..
قد تظن أنه مُنح كل شيء والأهم مُنح الوقت لتجريب كل شيء.. قرأ كل ما جذب انتباهه.. اقتنى جميع الأشياء التى تمناها أو أعجبته.. مارس الكثير من الهوايات المترفة التى جعلته يبرز أكثر في مجمتعه.. حتى صار قدوة بشكل ما للشباب.. ولكن مع ذلك شعر بالفراغ والملل.. حتى إنه صار يرى في آلام الاخرين شيء يمكن متابعته وتقييمه.. كان يرى في عذابات الآخرين فنًا يسمو بهم عن منزلة البشر!
وهنا "أوسكار وايلد" يجعلك تتسائل..
ما الذي ستكسبه لو مُنحت الوقت ؟
هل الممل هو آفة الخلود ؟
هل اقتناء الأشياء والجمال يغنيا الشخص عن المشاعر كالحب مثلا؟
هل يصبح مع الوقت كل شيء لعبة؟ هل تصبح الأفعال الصالحة مملة لدرجة أنك تتشوق للحصول على الإثارة حتى لو كانت عن طريق شيء منافي للأخلاق او الحس السليم ؟
هل الاعتداد بجمال النفس مرادف لفقد الإنسان لإنسانيته؟
هل ربح دوريان حقًا وحصل على ما تمنى؟ ام أنه تمنى لعنة تلازمه طوال حياته؟
-رأيي ان أوسكار وايلد كان ساخط ع المجمتع ده رغم ما امتلكه من مميزات ومن اقتصاد و ثقافة ولكن تهكمه على لسان الشخصيات شخصية "هنري" بالتحديد.. تجعلك تفكر أنه يرى في المجتمع فقط النفاق والبذخ وإهدار الوقت حتى انه يرى اهتمامهم بالأدب والثقافة محض رياء والدافع الحقيقي وراءه هو الخوف من أن يصبحوا طي النسيان.
ما جعلني أعطي العلامة الكاملة للرواية هو النهاية.. كانت بمثابة الحُكم الذي كان يطارد دوريان من أول الرواية. متوقع ولكن ما زال مُرْضِي.
رواية اجتماعية فلسفية ارستقراطية مليئة بالاقتباسات الجميلة.. ممتعة جدا.. ولكن في رأيي يجب اختيار الوقت المناسب لقرائتها..
سوف تجعلك تفكر فإن لم تكن تريد التفكير والتحليل فربما هذا ليس الوقت المناسب لها. 😁
المراجعة طلعت أطول من أيام الصيف الحر 😂
معذرة ✋😁
-
Shahed
ذكر أوسكار وايلد مرّة في رسائله متحدثاً عن أبطال روايته (صورة دوريان غراي) كيف أنهم يشكّلون جزءاً منه:
"بازيل هالوورد هو كيف أرى نفسي، واللورد هنري هو كيف يروني الناس، و دوريان غراي هو كيف أتمنى أن أكون في مرحلة عمرية أخرى."
دوريان غراي.. وعشْق الجمال وعبادة المتعة وفساد الروح، إنها صراع الخير مع الشر، أو صراع الرغبة مع الأخلاق، أو صراع الخلود مع التفاني.
إنها من عبقريات أوسكار وايلد، بل من عبقريات الأدب في القرن التاسع عشر.
دوريان غراي الشاب الذي يمثّل الرغبة التي تقتحم النفس البشرية، -ولنربط ذلك مع شخصية أوسكار وايلد الحقيقية-، شاب يتصف بالجمال و النرجسية يتمنى أن يَخلُد شبابه و لا تؤثر عليه غوايات الزمن، فتتحقق أمنيته ويَخلُد شبابه، أمّا خطاياه فتتدنّس وتظهر من خلال بورتريه رسمه بازيل، الرسام الذي تاه بحُبِّ غراي و فُتِن به.
هذا ما جعل غراي يضيع بين طريقين.. الخير والشر، لأنّ خلود شبابه كان البطاقة الوحيدة التي يملكها لإسعافه حين غاص في نوازع نفسه البشرية ورغب في تحقيق ملذاته وشهواته.
إن تلك النزعات البشرية هي التي كانت تدعو إلى الشر ومن ثم تحاربه.. فتنتصر الرغبة على الأخلاق فتغوص النفس في الشر وهكذا تنتصر نفسه عليه.
في تلك الأثناء يظهر اللورد هنري وينفث سُمَّه المعسول إلى غراي الذي ينجذب لحِكَمه القاسية والخالية من أيِّ مشاعر تذكر.. وهنا يبدأ انحطاط غراي الأخلاقي شيئاً فشيئاً.. وتميل كفّة الشر في ميزانه دون أن يأبه لشيء، فهو امتلك أثمن شيئين في الحياة، الشباب والجمال، كما قال له اللورد هنري مرّة.
ثم يتحوّل الشر أو يتطور فيصبح غضباً جمَّاً، هذا الغضب ينصَبُّ على الشخص الذي سبب له هذا الضياع فيقتله بلحظة الغضب التي عصفتْ به، يتحول دوريان غراي إلى مجرم، يسوقه شروره إلى ذلك و تترك الجريمة أثرها في لوحته التي تسجّل كلّ ذنوبه، تترك بقعة دم حمراء على يده لتذكره دائماً بأنه قاتل وحشي، لقد كانت اللوحة مرآة لروحه.
يقرر أوسكار وايلد أن يضع حدّاً لمعاناة غراي في نهاية مأساوية يختارها، تماماً كما تشبه نهايته المأساوية التي لم يخترها هو.
إنْ كان بازيل قد وضع شيئاً من روحه في لوحته دوريان غراي، فأوسكار وايلد وضع كثيراً من روحه في روايته هذه، بل كان حاضراً فيها. وهذا الحضور قد كشف الكثير من روح أوسكار وايلد. إن حياة الفنان أهم جزئية في الفن، وحياة أوسكار وايلد كانت الجزئية الرئيسية لابداعه. لكنه انهار بسبب سلوكياته و نرجسيته كما انهار غراي.
كل ذلك الترابط بين الأبطال وبين حياة أوسكار وايلد يدفعنا للتفكير به، إنّ اوسكار وايلد كان شاباً وسيماً وحاذقاً، لكن نفسه التي دفعته لسلوكيات شاذة، و كانت جرماً في عصره، فشذوذه الجنسي هو الذي قاده نحو السجن وانهياره اجتماعياً وأدبياً. لكنْ في النهاية انتصر الخير على الشر، ومات غراي، ثم مات أوسكار وايلد منبوذاً وحيداً ومات فنُّه معه بسبب رغباته.. رغباته التي لم تعد جرماً اليوم.
-
hakima hadj rachid
أوسكار وايلد:صورة دوريان جراي.
صورتي ،صورتك ،صورة شخص ما ،جميعنا تحمل الصورة القديمة التعبير نفسه بالقلب ،إنه الحنين لتلك اللحظات التي عشناها وعايشناها ذات يوم،لكن هل هذا ماعنته لدى دوريان جراي بطل الرواية،ماذا كتب أوسكار وايلد عن صورة دوريان جراي ياترى؟.
دوريان جراي الشاب العشريني ذي المظهر الجذاب والجمال الفتٌان المغري أو (الأمير الساحر) كما لقبه المعجبون والحاسدون ،دوريان الفتى البسيط الساذج ،صاحب المكانة الاجتماعية المرموقة ،ملهم صديقه الرسام بازيل الذي رسم له صورة ذات منظر بديع واسرف في امتداح جماله وفضله على فنه ،مما جعله يدرك مايتمتع به من جمال يخوّله أن يغتر به ويقع تحت سطوته،فيظهر ذلك الجانب المظلم من شخصيته، الذي عززه ظهور اللورد هاري صديق الرسام بازيل الذي حدثه بطريقة لم يعتد أحد أن يحدثه بها،كشف له الستار عن الجانب الاخر من الحياة التي لم يكن دوريان قد اكتشفها بعد، مما جعله يغرم بصورته ويتمنى أن تشيخ بدلا عنه ويحافظ هو على نظارته وشبابه ، وتحت سطوة افكار هاري وتحليلاته النفسانية والفلسفية عشق دوريان الجمال وعبادة المتعة وفساد الروح ليتحول من فتى ساذج الى رجل فاسد فقد كان يرتكب العديد من الجرائم ويجد مايبرر له فعله دون ان يشعر بعذاب الضمير وهذا كله نتح عن صداقته للورد هاري الذي بث فيه من كل فلسفاته الحياتية عله يستفيد منها لكن دوريان استغلها بشكل خاطئ الى ان لاحظ ذات يوم أن صورته التي رسمها له صديقه بازيل طرأ عليها تغير ما ،فقدت القليل من رونقها فأدخله ذلك دوامة الخوف والتوتر.أجل لقدتحققت أمنيته فحملت الصورة اوزاره لتتحول الى مسخ بغيض وهو لايزال شاب وسيم ،كانت الصورة تعيد تشكيل كل ماتخفيه روحه من قذارة وانحطاط بدلا عنه ،الصورة كانت تعلن مكنونات نفسه وتسرد قصة حياته دون حاجة الى الفاظ.
الرواية فلسفية ممتعة ،انها صراع الخير والشر ،الحقيقة الانسانية وزيفها ،صراع الخلود والفناء ،فهل حقا يمكن للنفس البشرية أن تمارس الرذيلة إذا ما وجدت مايبرر لها تصرفاتها ،هل تصبح الرذيلة فعلا عاديا إذا لم تكن هنالك رقابة على أفعالنا؟
من الرواية:
_الخير هو إنسجام الانسان مع نفسه،والفوضى هي اضطراره للانسجام مع الغير.
_في الحياة اليومية ينجو الأشرار من العقاب،ويضيع على المحسنين الثواب،ويجني الأقوياء ثمار النجاح،أما الضعفاء فلهم الخيبة وسوء المآل،هذه هي قصة الحياة.
_الكتب التي ينعتها الناس بأنها منافية للأخلاق هي التي تكشف للإنسانية عن عوراتها.
_إن الناس في هذه الأيام لايعرفون قيمة شيء،ويعرفون ثمن كل شيء
#كتب_books_كتاب_كتاب_أنصح_به .
-
محمد أحمد خليفة
خمس نجوم لا تكفي لتقييم هذه التحفة الفذة من الأدب الإنجليزي، فبراعة وذكاء وعبقرية قلم "أوسكار وايلد" في الحوار بين الشخصيات أبطال هذه المأساة الإنسانية لا تُضاهى، ولو طلب مني في يوم من الأيام أن أقوم بترشيح مجموعة من الأعمال الأدبية الفذة التي قرأتها فأصابت من نفسي وعقلي ما أعجز عن وصفه، لما ترددت برهة في ترشيح "صورة دوريان جراي".
إن الحظ قد كان في صفي يوم أن اقتنيت هذه الترجمة الكاملة لأيقونة "أوسكار وايلد" الخالدة بتعريب "لويس عوض"، فاكتمل بهاء ورونق وسحر الكلمات، فالحدث في هذه الرواية العظيمة، ولو أن أحداثها من الفواجع الإنسانية الكبرى، لا يقارن بسحر الكلمات التي دارت بين الشخصيات، وكأن عقل الشيطان هو الذي ابتدع الكلمات ليقلب الحق لباطل ويظهر الباطل بريئًا في ثياب الطهر والعفة والفضيلة والشرف.
هذه الرواية/الفاجعة الإنسانية قد يقرأها الجميع، لكن من تجاوز الثلاثين من العمر سيشعر صدقًا بتأثيرها المدمر، أما من كان في العشرينيات من العمر، فهو يحتاج حتمًا لقراءتها حين يتقدم في العمر، ليدرك فارق التأثير الذي تتركه الرواية بأحداثها وحوار شخوصها ووصفها للنفس البشرية والروح في صراعها مع الشر المطلق.
سوف لن تفارق هذه الرواية مخيلة من يقرأها، فكم العذاب والمعاناة التي وصفها "أوسكار وايلد" لروح "دوريان جراي" لقاهرة لا تُنْسَى، بل إن كرَّ الأيام يزيدها بؤسًا لا يحمل أدنى أثر من الشفقة أو السعي إلى طلب الصفح والغفران.
-
Asmaa Al-tuhami
هي أفضل ما قدم وايلد للأدب في نظري، حيث كتبها بعبقرية فذة وبفلسفة عميقة كاشفة للنفس البشرية بصراع الخير والشر بداخلها .. ويبين فيها وايلد قيمة الجمال ونظرة المجتمع لصاحبه، وماذا لو دام هذا الجمال؟..
حيث تحكي الرواية عن دوريان جراي بشبابه وجماله الناضر .. وهذا ما يجعل صديقه الرسام بازيل يرسم له لوحة - هي أجمل ماقدم من فن- فيتمني لو أن يبقي شاباً نضرا لا يشيخ وبالمقابل اللوحة هي من تحمل عنه ذلك. ولم تحمل عنه تجاعيد الزمن فقط، بل كانت مرآة لروحه تحمل عنه وزر أعماله وذنوبه!!
هنا يأتي السؤال المهم: ماذا لو أمن الإنسان شر إنكشاف ذنوبه وحمل آخر وزر أعماله؟!
أو ماذا لو كان لكل منا مرآة لروحه، أيتخذها أداة مراقبة
ويصلح من نفسه؟ أم تكون له فرصة له بعمل ما يحلو له؟
ويتعرف ب'هنري' (نائب إبليس على الأرض)! وهو ما له الدور الكبير في تحريك غريزة الشر لدي دوريان بآراءه السيئة المعسولة رغم جمال منطقها!
كان هنري يمثل أوسكار أكثر بالنسبة لي، خصوصاً آراءه الجريئة والقوية في نقد القرن التاسع عشر والمجتمع الإنجليزي..
وتطرح الرواية أهم سؤال علي لسان هنري بقول المسيح: ماذا يستفيد الإنسان إذا فقد روحه وربح العالم أجمع؟!
تشبه هذه النقطة "Dr. FAUST"
-
مبارك الهاجري
صورة دوريان جراي، ضميره حين كانت روحه المعذبة تصارع القبح المتسرب من جمال شكله الأصلي، فيموت لتحل روحُه داخل صورته فتقوم بجملة وظائفها التي كانت تفعلها حين كانت تسبح في جسده. الأمر ليس بهذه البساطة التي يُقال بها؛ لأنه لو كان كذلك، لما كان كابوساً قضى على صاحبه حين أفاق منه بتعبير آخر.
أوسكار وايلد ونظرة من جانب فاضل عن الجمال والخلود وفلسفة العلاقات الإنسانية، ونقد ارستقراطية المجتمع الإنجليزي من طريقة ثقافته إلى رتابة الحياة التي يحياها وكيف كان لها أكبر الأثر على طموحه.
الرواية بديعة، ولا شك أنها مما يخلد في الذاكرة، بدءاً من فكرتها الجميلة، ومروراً بفلسفتها التي أثارت في أنفسنا شيئاً من المقاييس المخبوءة، إلى شخصياتها المندمجة تماماً في بنائها عدا الطابع المسرحي الذي كانت تتحدث به وانتهاءً بنهايتها المدهشة.
تستحق القراءة.
-
الجغرافي عبد المجيد العزو
رواية ممتعة فلسفية جمالية يتمتع بطلها بمكانة اجتماعية مرموقة وجمال لكنه مغرور وساذج عندما رسمه صديقه الرسام عبر البطل دوريان عن رغبته في مطابقة صورته مع أفعاله ونفسيته لكنه ما يلبث أن يقع في المحظور والخطأ وفي كل مرة يخطئ فيها تشيخ الصورة وتتبدل ويبقى هو على نضارته وجماله وتتحول شخصيته إلى الحقد والوساوس والإفراط في الجريمة وفي النهاية يكتشف الناس أن دوريان من تغير وبقيت الصورة على جمالها