يؤكّد جان جاك روسّو في الفصل الأخير من كتابه الشهير (العقد الاجتماعي) أن من الصعوبة بمكان أن يتحقّق السلام بين شخصين يعتقد كل واحد منهما أن الله غاضب على الشخص الآخر. ما يعني أن تصوّر الناس للجزاء الأخروي يؤثّر بنحو مباشر على قدرتهم على العيش المشترك. وكما أن نوعية الأفكار تؤثّر على نوعية الحياة، فإن أفكار الناس حول عالم «ما بعد الموت» تؤثّر على حياتهم في عالم «ما قبل الموت». لكن إذا كانت بعض التصوّرات الأخروية تمثّل تهديدًا للسلم الأهلي كما يرى روسّو، فلأنها قبل ذلك تمثّل تهديدًا للسلام الداخلي للشخص، أي إنها تمثّل تهديدًا صريحًا للأمن الروحي.
مشاركة من Mostafa Sokkar
، من كتاب