أنّني في جلد إنسان آخَر، في جلودِ إنسانٍ آخَرَ وتغضّناتِ جلودِه، لقد جرَّبْتُ هذه الواقعة: يُمْكِنُ للمرءِ أنْ يُصْبِحَ شخصًا آخَرَ، قد يبدو هذا عبثًا، لم يبقَ لي إلّا الأسفُ لكوني شخصًا آخَر، ذلك أنّ هذا الأسفَ هو الذي يعمَلُ على أنْ أكونَ دائمًا أنا ذاتي، أو الطّفْلَ الذي كُنْتُهُ، وأكونُهُ، آهٍ! ألواني، ألوانُ العالَم، سمائي الأخرى، عالَمي الآخَر، مُحيطاتي الأخرى، قارّتي القديمة الكلُّ تبخَّرَ، أنا فوق كوكبٍ آخَرَ، شبيهٌ بكائنٍ مِن كوكبٍ آخَر، كنتُ رجلًا، طفلًا، وثمّةَ جنّيّةٌ شرّيرةٌ أو ساحرٌ خبيث حوَّلَني إلى دُبٍّ، قرد، تمساح، فلماذا عاقَبَني هكذا؟ ربّما لأنّي كُنْتُ أَقْضِمُ أظفاري أو لأنّي كنتُ
مشاركة من مصطفي الشيخ
، من كتاب