ففي الرابعة من عمره أصيب المعري بمرض الجدريّ؛ وبسبب هذا المرض فقد بصرَه وأصاب وجهه تشوهات كثيرة كما ذكرنا، لكنَّ ذلك لم يمنعه من مواصلة مسيرته ورحلته في طلب العلم، بل لعل فقده لبصره في هذه السن المبكرة، كان من أهم دوافعه للتفوق والنبوغ والتميز على كل أقرانه، ورب ضارة نافعة كما يقول المثل، ورب محنة ومعاناة نتج عنها منحة وفضل ونبوغ، فصاحب الإعاقة ليس شخصًا عاجزًا، وإنما العاجز حقًّا هو من يولد وتتوفر له كل الظروف وتتهيأ له كل الأسباب لكي يتفوق وينجح لكنه يعجز عن إدراك النجاح.
مشاركة من ahmed naiem
، من كتاب