التابع وسليمان : عن الحب والجسد والمنفى > اقتباسات من رواية التابع وسليمان : عن الحب والجسد والمنفى > اقتباس

في أيامه الأخيرة، كثيرًا ما طبطب محمد على كتفها، وقبَّل جبينها. ربما كانت قبلات الوداع، الصدق، كما قبلات الرجاء، العفو، نسيان الذكريات السيئة، ضرب أو سب أخافها منه. في الصباحات والأماسي المعتادة، كثيرًا شهدتُ هذا. كنتُ صغيرًا أراه يسبّ، فازًّا ينوي الضرب. «يلعن دين أمكِ»، لأسباب تافهة، أو كعادة فقر الحال، نقص الأموال، كان يسبّها، يُهينها، بينما كانت أمي تجري، وعليها تغلق أي بابٍ من الغرفتَين اليتيمتَين في بيتنا، وبعد مُضيِّ وقت بسيط، يُفرَجُ الأمر. والدي كان يهيج فجأةً كما يهدأ، إنسان بمزاج بحر.

هذا الاقتباس من رواية