هؤلاء الذين يدافعون عن حرية التعبير بلا حدود جعلوا الفن مطلقًا، سحبوا الإطلاق من أي قيم مطلقة (أخلاقية كانت أم إنسانية أم دينية) وجعلوا منها شأنًا خاصًّا، وأمر من أمور الضمير، وتصوروا أن القيم الأخلاقية توجد في قسم خاص في وجدان الإنسان منفصل تمامًا عن عالم السياسة وعالم الاقتصاد وعالم الاجتماع الإنساني، (وكأن الضمير الفردي لا علاقة له برقعة الحياة العامة). ولذا حين يتم تناول ظاهرة ما فهي إما أن تكون ظاهرة خاصة خاضعة لقيم أخلاقية ما، أو ظاهرة في رقعة الحياة العامة، ومن ثم فهي value free، أي منفصلة عن القيمة.
مشاركة من أميرة برغوت
، من كتاب