أصبح لدينا في قريتنا ديوان عزاء متنقّل. في العامين الأخيرين قُتل أكثر من ١٨ شابا من أبناء القرية. أتذكّر أغلبهم، كانوا في مثل سنّي. لعبنا صغارا في أزقّة القرية وبالقرب من المسجد. عندما وَصَلَنا نعي أوّل قتيل دوّى اسمه في أعماقي. كان لا يزال في ذاكرتي طفلاً. ها قد كبر، أصبح شابّاً ناضجاً، وقتيلاً. قيل لأمّه زفّيه شهيداً الى الجنّة. زرناها لتعزيتها، وتهنئتها بالشهادة. جلست امرأة إلى جوارها تواسيها، وتحدّثها عن الشهادة واليوم الآخر. لم تنطق المرأة سوى ببضع كلمات عن الدنيا. قالت إنّه كان يطيعها في كلّ أمر، ويملأ حياتها نوراً...
...قالت لها امرأة من المعزّيات إنه الآن في الجنّة، فردّت الأمّ ببضع كلمات. قالت إنها ستعيش بعده في ظلام وإنّها متأكدة أنه بحاجة إليها أكثر من حاجته للجنّة...
...إيمان، أسدلي شعرك على صنعاء ليعمّها السلام. لو أنّك أسدلت شعرك من أعالي قمم صَعدَة على الوديان والمنحدرات لنامت تحته الخيول، ولما ذهب الى الحرب
جدائل صعدة > اقتباسات من رواية جدائل صعدة > اقتباس
مشاركة من المغربية
، من كتاب