لا أعرف من المذنب ومن البريء. ليس مهمًّا. ولكنّي أعرف جيّدًا أنّ حرب الأدوية على أشدّها وأنّ تدمير صيدال، أي المعوق الرسمي الذي يقف في طريقهم، أصبح أكثر من ضرورة. سيشوّهون كلّ الكوادر حتى تتفكّك المؤسّسة بنفسها، وينقضّون عليها قبل أن يصبحوا هم سادة السوق الوطنيّة والاستيراد».
لم يبالِ بابا زوربا بهم وببطشهم، ولا أدري إن كان مخطئًا في ذلك!
أوقفوه ثلاث مرّات في زاوية الشارع الخلفي الملتصق ببيتنا. كانوا ملثّمين. طلبوا منه أن يترك نهائيًّا وظيفته في مختبرات صيدال، لكنّه هزَّ رأسه، وقال سأفكّر. أحتاج إلى بعض الوقت . في الصباح الموالي احترق بقدرة قادر مختبر صيدال، ومخزن الأدوية الذي كان يوفّر الحاجات الطبِّيّة الضروريّة من أدوية وأجهزة. ليلتها بات بابا زوربا حزينًا ومنكسرًا.
«- هم اللي عملوها. القتلة. لا يوجد غيرهم...
- من هم يا بابا. تساءلت وأنا أقبض على يده المرتجفة يومها. يمكن أن يكون المخزن قد احترق لأنّه مليء بالموادّ الكيماويّة السريعة الاشتعال.
ـ لا، حبيبتي. لقد أصبحوا ذئابًا واختلطوا مع الضباع. مافيا الأدوية. أعرف أشياء خطيرة. قالها وهو يقترب منّي أكثر لكي لا يتسرّب صوته إلى الخارج. أشياء تبيّن بأنّ هذا البلد يسير بخطى حثيثة نحو هلاك أكيد. مختبر السلام ليس إلّا غطاء لإنتاج المخدّرات الاصطناعيّة التي يُرسل بعضها للمستشفيات المتعاقدة معه لتخفيف آلام مرضى السرطان، ويُباع الباقي في الأسواق المحلِّيّة بكمِّيّات غريبة. تُستورد الكثير من هذه الأقراص من مختبرات صينيّة متخصّصة في ذلك، وتشتغل بشكل شبه شرعي. أكثر من ذلك، يقال إنّ مختبرات السلام تعاقدت مع صينيّين لإنتاج ذلك محلِّيًّا وتسويقه مغاربيًّا وعربيًّا وإفريقيًّا»
مملكة الفراشة > اقتباسات من رواية مملكة الفراشة > اقتباس
مشاركة من المغربية
، من كتاب