لقد يحدث أحيانا إذا ما مشى الإنسان خلال الغابة متريضا أن تأخذه الدهشة العميقة لكثرة ما سمع هنالك من لغات.. ولكثرة ما يرى من أنواع الحشرات والزواحف وآكلة اللحوم والطير .
إن الإنسان ليحس عندئذ أنه متطفل قد أقحم نفسه إقحاما على هذا المشهد بما فيه من زحمة الأحياء..وأنه مخوف يخشاه الحيوان جميعا ويمقته الحيوان جميعا مقتا لا ينتهى..
ومن يدرى فلعل يوما يقبل على الدنيا فإذا هذه الصنوف من ذوات الأربع فى دمدمة أصواتها وهذه الحشرات التى كأنما هى اليوم تستدر عليها عطف الإنسان وهذه الجراثيم الضئيلة التى تنوه بما عساها أن تصنعه .. لعل يوما يقبل على الدنيا فإذا هذه الصنوف جميعا تلتهم الإنسان إلتهاما بكل ما صنعته يداه وأنشأته .. فتنقذ الكوكب الأرضى من الحيوان ذى الساقين الذى لا يفتأ يجول ناهبا سالبا..وهذه الأسلحة العجيبة المصنفة .. وهذه الأقدام التى تجوس فى غير حذر.
ويل ديورانت (قصة الحضارة_المجلد الأول)
قصة الحضارة (المجلد الاول) : نشأة الحضارة / الشرق الأدنى > اقتباسات من كتاب قصة الحضارة (المجلد الاول) : نشأة الحضارة / الشرق الأدنى > اقتباس
مشاركة من Osama EzzEldin
، من كتاب