كنت مؤمنًا على طريقتي الخاصة. لم أكن أتقيد بالواجبات والتعاليم. فهي علامات على الطريق إلى الله لمن يحتاج إلى علامات وإلى نظام سير. أما أنا فلم أكن بحاجة إلى علامات كهذه. أعرف بأن الله موجود. فلا يعقل أن يكون هذا الكون كله موجودًا هكذا لوحده عبثًا وبدون سبب وبدون إله. مع ذلك، كانت لدي أسئلة كثيرة لم أجد لها أجوبة شافية. أسئلة عن الكون والإنسان والطبيعة. وسؤال واحد بالذات يلح عليّ. سؤال عن كل هذا الشر الذي يسمح به الله أو لا يعاقب من يفعلوه. مع أنه في كل مكان. ليس فقط في الكتب والصلوات ودور العبادة. الله في الطبيعة وفي الجمال. لم أكن مهتمًا كثيرًا باختلاف الطرق التي يسلكها البشر إلى الله. فالطريق بحد ذاته لم يكن يضمن طهارة أولئك الذين يمشون عليه. هناك أخيار وأشرار يملأون الطرق كلها وهناك من يظن أن لا طريق إلى الله إلا طريقه هو.