كتابة الروايات، في رأيي، مسألةٌ غير جذَّابةٍ بالمرَّة، فلا أكاد أرى فيها شيئًا من «الشياكة». يجلس الروائيُّ منعزلًا في غرفته، يعبث بالكلمات في تركيزٍ شديد، يمحِّص الألفاظ والصياغات المحتمَلَة، مرَّةً بعد مرَّة. قد يحكُّ رأسه نهارًا كاملًا كي يحسِّن سطرًا واحدًا، وإن كان تحسينًا طفيفًا. لا أحد يصفِّق له، أو يقول: «أحسنت!»، أو يربِّت على ظهره. ليس له إلَّا أن يجلس وحيدًا، ينظر إلى ما أنجزه، ويهزُّ رأسه في صمت. وحين تصدر الرواية، قد لا يلاحظ قارئٌ واحدٌ ذلك التحسين الذي تفتَّق ذهنه عنه. هذا بالضبط ما تنطوي عليه كتابة الروايات. عملٌ شاقّ، يستنزف الوقت.
مشاركة من خالد
، من كتاب