الريح لا تستثني أحدًا > اقتباسات من كتاب الريح لا تستثني أحدًا > اقتباس

‫ تثقله المُلوحة فيبتعد، يمشي أيامًا باتّجاه الشمال فيرى بحرًا عذبًا ساكنًا، يسمعه يناديه. يقترب من التراب الناعم الدافئ، يربط قدمَه بإحكام بصخرة معشَّبة ويتعرّى، يدخل ببطء إلى أنْ يختفي رأسه، يمتص البحر ملوحة قلبه فتتكون حوله ببطء بقعة رمادية، يدخل إلى موضع أعمق، يستسلم للبحر ويُغلق عينيه ثم يشْعُر قبل أنفاسه الأخيرة بسمكة صفراءَ - لها عينا طفلةٍ ماتت ولم يمتص قلبُه مُلوحة والدتها بعد - تَقْضِم الحبْلَ، كانت عيناها آخر ما رآه قبل أنْ يستيقظ بعدها على الشاطئ عاريًا تملؤه الملوحة.

هذا الاقتباس من كتاب