فقد صرت إنسانةً لها أبعادٌ أخرى أصغيت لألمي كثيرًا في تلك الفترة وحاولت أن أفهم ماهيَّته، وأن أضع أصبعي على مواطنه، وأن أفهم ما يستفزُّه وما يوقظه ولكنَّه راح يتَّخذ أشكالاً مختلفةً ويختبئ خلف مشاعر أخرى، فتحوَّل مرَّةً إلى كراهيةٍ صامتةٍ تجاه كلّ شيء لم أعد قادرةً على مجاراة الآخرين في علاقاتهم الاجتماعيَّة وأعراسهم وأفراحهم وولاداتهم وحتى زياراتهم العائليَّة توقَّفت عن الخروج من المنزل كلِّيًّا، وحين كان يأتي أحدهم لزيارتي كنت أتجاهل صوت الجرس، ولا أكلِّف نفسي محاولةَ التلصُّص على الزائر عبر العيْن السحريَّة لمعرفة هويَّته وفي أحيانٍ أخرى، كان ألمي يتَّخذ شكل الغضب؛ فأفكِّر في أبي كثيرًا، وأشعر برغبةٍ
ميثاق النساء > اقتباسات من رواية ميثاق النساء > اقتباس
مشاركة من مريم صابر
، من كتاب