يمكن للزّمن أن يمرّ علينا من دون أن نشعر به، ويمكن لهؤلاء الذين تعوّدوا التفكير بالنقاط المضيئة أن يهملوا مساحات العتمة التي تفصل بينها، والتي تكاد تصل إلى سنوات طويلة، إلى عمر كامل. فإذا ما حلا لهم أن يراجعوا حيواتهم، عجزوا عن رؤية مساحات العتمة تلك، ولاحت لهم النقاط المضاءة المليئة بالأحداث والتواريخ الهامّة، كما لو أنّ النقاط المضاءة هي فقط من رسمتها، وليست سنوات العتمة أيضًا، السنوات الرتيبة التي لم يحدث فيها شيئًا، ولم يفكّروا فيها بشيء، ولم يعيشوا شيئًا. هؤلاء هم الذين يتفاجؤون دائمًا من أعمارهم.
مشاركة من wafaa
، من كتاب