يصبح التذكر طقسًا تعبديًّا يمارسه الموتور ليحتفظ بغضبه حيًّا وطازجًا، هذا الغضب الذي يقطع به الأيام والشهور والسنوات إلى اللحظة التي يثأر فيها، ما من فلسطينيٍّ ذي ضمير حيٍّ توقف يومًا عن ممارسة هذا الطقس، حتى إنه يُمارَس بشكل جماعي؛ فلا تجد فلسطينيًّا يذكر قصته وحده، قصصُنا مع أوطاننا السليبة عابرةٌ للأزمان والأمكنة وتحيا بالتنقل من ذاكرة إلى أخرى، إنه نوعٌ آخر من المقاومة، سلاح يتشبث به الذين لا يملكون الدبابات والطائرات والرصاص، ويعيشون العمر يُراهنون على أن الحقيقة لا يمكن تزييفها بالقوة ما داموا يذكرون الحكاية كاملة ويورثونها من جيل إلى جيل.
مشاركة من Manar Mahmoud
، من كتاب