اقتباسات من رواية الأشجار ليست عمياء

قالت لي شجرة السنديان العتيقة أن بوسع المحتل أن يفرض وجوده على الأرض بالقتل والتهجير، لكن ليس بوسعه مهما فعل أن يمحو ذاكرة الأرض، ومهما حاول أن يكنس جريمته تحت سجادة التاريخ سيظل هناك شهود خلفه لم يحسب لهم حساباً....

كنتُ سأجتاز امتحانات الثانوية وألتحق بكلية الهندسة، أتخصص في الهندسة المعمارية وأعود إلى فلسطين لأدرس معمارها القديم وأُعيد إحياءه وأبني ما هدموه منها، أتزوج وأنجب وأعيش هناك في تلك البلاد التي لم يُكتب لي أن أراها إلا في نشرات الأخبار وصفحات السياسة الدولية في الصحف، كنت سأفعل أشياء كثيرة لكنهم لم يريدوا ذلك.

‫ «كم هو مؤسف أن يكتشف المرء فجأة أنه قد مات، وأنه يرقد الآن في حفرةٍ معتمة يأكل جسمه الدود دون أن يقدر على فعل شيء، وأنه أصبح مُجرَّدًا فجأة من كل شيءٍ حصل عليه في حياته وكان ذا قيمة،

إنه القدر؛ يسير نحوه الإنسان ظانًّا أنه سيد قراره حتى يكتشف أنه كان يسير معصوب العينين ويتخبط.

الوقتُ دواء الحزين، وسُمُّ المنتظر؛ يسحب روحه ببطء وتشفٍّ حتى يتركهُ جثة متعفنة، أعرفُ هذا من نفسي.

#الأشجار_ليست_عمياء 💙

د. شيماء هشام سعد

❞ لأول مرة تخاف حبهان، أصلب أمرأة عرفتها في حياتي، من شيء ولا تستطيع أن تُخبِّئ خوفها. ❝

❞ ألم تخبريني يا أمي أن الإنسان الذي يعيشُ بما يؤمن به لا يغادر مكانه أبدًا حتى وإن مات؟» ❝

الأحلام هشة بقدر ما هي جميلة، وتُفرقع مثل بلالين صُنعت من مادة رديئة عند أقل ضغطٍ للواقع مُخلفةً وراءها الخضَّة ووجع القلب.

ذهبت أمي ولم أذهب إلى بيتها منذ ذلك اليوم؛

لو كانت أمي حية لأخبرتها بأشياء كثيرة لا أستطيع أن أقولها لإلياس، أتخيل أحيانًا أني أذهب إلى بيتها وأطرق الباب فتفتح لي، أُلقي نفسي في حضنها فتمسح على رأسي وهي تسألني بقلق عما بي، لا أستطيع الكلام فتسحبني من يدي حتى الأريكة وتُجلسني،

للذاكرة أسباب غير مفهومة فيما تحتفظ به وما تتخلص منه.

لم أفهم ساعتها كيف يمكن أن يتعاون عرب مسلمون مع أعدائهم من أجل إبادة إخوانهم، كنتُ أُجهد عقلي في تذكر ما درستُه حتى ذلك الوقت، لا التاريخ فسَّر لي شيئًا ولا الجغرافيا أعطتني أجوبةً مقنعة.

هناك شيء غامض يحدث للمرء ويصبح بعده أشد ميلا لتقصير المسافات، ويرى الراحة في تجنب الجدالات التي لا طائل منها، سلوك لا يمكن عزوه إلى اللامبالاة بقدر ما يمكن تفسيره بيقظة مفاجئة للأشياء الأهم من اجتلاب الخلافات.

❞ أقول لو أن المحاولة تنجح هذه المرة، ❝

❞ لكنني تعبت؛ لا من المحاولة من أجلها، بل من كل مرةٍ أخيبُ فيها فيكون عليَّ إعادة ترميم رجولتي المجروحة وشعوري بالكفاية. ❝

❞ أسأل نفسي وأود أن أسألها لماذا تكون محاولاتي دائمًا غير كافيةٍ لتجعلها أفضل حالا؟ إنني أبذل جهدي وفي المقابل تُبدي امتنانها دائما، لكن ما على الامتنان أردت أن أحصل، بل على الشعور بأن هذا الجهد يُجدي حقا، فما فائدة أن ❝

❞ يجرفني التفكير إلى سؤال لم يراودني من قبل: هل يا تُرى نتكلم أنا وأمينة لغاتٍ مختلفةً للحب؟ ❝

❞ لكن ما الذي كان بإمكاني فعله غير ذلك؟ ❝

❞ ⁠‫«أنا آسفة يا بني لأن أجدادي سرقوا هذه الأرض من أجدادك وأبادوهم، وأتمنى أن أكون بأمومتي لك قد كفَّرتُ عن ذلك الذنب الرهيب!» ❝

❞ ماذا تبقى لي غيرُ هذا البيتِ في وطن مسروق وذاكرةٍ تتفلتُ منها صورة وطنٍ رفضتُ أن أدخلَه لأول مرةٍ بختمِ سارقِه على جواز سفري. هل هذا بيتي حقًّا؟ وهل ما يجعل البيتَ بيتًا أن تَرِثِيه من أبٍ اشتراه بحُرِّ ماله؟ ❝