ولم تفهم ليلى تلك الليلة لِمَ نظرت إليها جميلة هذه النظرة الحزينة ولِمَ بكى أبوها، ولكنها فهمت على مر السنين، فهمت أنها ببلوغها دخلت سجنًا ذا حدود مرسومة، وعلى باب السجن وقف أبوها وأخوها وأمها، والحياة مؤلمة بالنسبة للسجان والسجينة: السجان لا ينام الليل خشية أن ينطلق السجين، خشية أن يخرج على الحدود، والحدود محفورة، حفرها الناس ووعوها وأقاموا من أنفسهم حراسًا عليها. والسجينة تستشعر قوى لا عهد لها بها، قوى النمو المفاجئ، قوى جارفة تسعى إلى الانطلاق، قوى في جسمها تطوقها الحدود، وقوى في عقلها تشلها الحدود، حدود بلهاء عمياء صماء.
الباب المفتوح > اقتباسات من رواية الباب المفتوح > اقتباس
مشاركة من Ola Abdel Moniem
، من كتاب