كانت الحياةُ تسير على مضضٍ مألوف، الغربان تنهشُ رؤوس الناس، الشوارع مقفرة، الوجوه تشبِه الخرائب، البيوتُ القديمة قائمةٌ على خراب ساكنيها، السفنُ تبحر كأنها تكابدُ دموعًا لا مياهًا، الحزنُ مستوطِن لأسباب لا تخصُّ فراقَ الابن المخلص؛ لم يتأسَّف أحد لغربتي وألمي، ولم يصنعِ الأحبة من قصَّتي مرثية.
لم تلتفتِ المدينة إلى رحيلِ آخرِ الرجال المنْسيين، كأنها مرحِّبة بفراقه، بينما تفتح ذراعيها للأعداء
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب