زهرة العمر > اقتباسات من كتاب زهرة العمر > اقتباس

❞ ولقد ذهبت أمس «الأحد» إلى «اللوفر» كعادتى، وإنك تعلم لماذا أواظب على الذهاب إلى «اللوفر» كل أحد؛ فهذا هو اليوم المخصص للدخول بالمجان، وإنى لأنفق طول يومى هناك، دون أن أحس مر الوقت.. بل إنى أدركت ـ منذ أسابيع ـ خطأ التوزُّع بين قاعات المُتْحَف في يوم واحد!.. ذلك شأن المشاهد السريع: أتدرى ماذا أصنع الآن يا«أندريه»؟.. إنى أخصص يوما كاملا للقاعة الواحدة.. فأنا لست سائحا متعجلا.. إنى أبحث أمام كل لوحة عن سر اختيار هذه الألوان دون تلك، وعن مواطن برودتها وحرارتها، وعن رسم أشخاصها وبروز أخلاقهم، واتساق جموعهم، وحركتهم وسكونهم... كل لوحة في الحقيقة ليست إلا قصة تمثيلية داخل إطار، لا داخل مسرح، تقوم فيها الألوان مقام الحوار... إنى لأكاد أصغى إلى أحاديث الأبطال وهم على الموائد في «أفراح قانا» لوحة «فيرونيز»، وأكاد أسمع ضجيج الحاضرين، وصياح الشاربين، ورنين الكئوس، وخرير النبيذ، يفرغونه من دن إلى دن!. ❝

مشاركة من Ayman Raweh ، من كتاب

زهرة العمر

هذا الاقتباس من كتاب

زهرة العمر - توفيق الحكيم

زهرة العمر

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب