إن رؤيتها في التلفزيون تخلق بداخلي مهرجانًا من الأغاني السعيدة، لكن تلك الأغاني تتحول إلى سمفونيات حزينة عندما أراهُ بجانبها وها هي تدخل المسرح متأبطة ذراعه وكأن شيئًا لم يكن، وكأنها لم تعدني أن تتركه بعد عودتها من رحلتها الأمريكية الأخيرة. مضت أشهر أمني نفسي بالأمل وأنا أقتفي أثرها في برلين. أمر على بيتها في كوبفرغرابن وأقترب من الباب الخشبي، أنظر إلى الشرطيين وأتردد في الاقتراب، ربما حفظا وجهي وأصبحت مدعاة للريبة،
......
أواصل اقتفاء أثرها في المدينة وأمشي في اتجاه مبنى المستشارية وأحلم أن أراها بعد دقائق هناك أشتري لها زهورها المفضلة من الزنابق والزهور النجمية الحمراء، وأضعها أمام المبنى بجانب السياج الحديدي المقابل للعلَم الألماني، فأشعر بسعادة كبيرة وأقول لنفسي عندما تخرج وتراها ستتذكرني ثم أجلس في مقهى بيت ثقافات العالم المحاذي لمبنى المستشارية، وفي الوقت الذي يُفضّل فيه رواد المقهى الجلوس في اتجاه النهر، أعطيه أنا ظهري وأحدق في المبنى وأراقب الكاميرات وأقول لعلها تراني الآن أو تلمح تحيات قلبي المتدفقة نحوها أطلب بيرة وأحتسيها في صحتها، ثم أنتظر لا أفعل شيئًا سوى الانتظار وتحقق الوعد «لم أعد أفهمكِ يا أنجلا! سلسلة من الوعود وسلسلة من الإشارات والرسائل، ثم تتراجعين مرة أخرى! أتعتقدين أنني رجل حديدي مثلكِ؟ لقد تعبتُ، تعبت حقا!
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب