في عصور ضعف الأدب ينتصر الغموض، وتكون هناك خلطة قوية الرائحة تخفي أن الطعام فيه لحم فاسد أو لا لحم على الإطلاق. أضف لهذه الخلطة الكثير من التحذلق والغموض والتعالي والقرف والاشمئزاز من سطحية القراء، ولسوف إلى المقهى الذي يجلس فيه الأدباء المشمئزون.. جنة الميعاد
..ومهمة الأديب المقدسة هي أن يصل بالقارئ لحالة من العجز التام عن فهم ما يقرأ. طبعًا ليس الرواج دليلًا على شيء وإلا لكان شعبان عبد الرحيم أنجح مطربي مصر، لكن هناك حلولًا وسطًا، وأنا لم أر عملًا مملًا عسير الفهم لـ«يوسف إدريس أو نجيب محفوظ أو تشيكوف أو الغيطاني أو إبراهيم عبد المجيد أو المنسي قنديل أو المخزنجي» وماذا عن «يعقوبيان» التي وقفت وقفة راسخة بين ما هو عميق ومحكم أدبيًّا وما هو ممتع للجمهور؟ في أوساط المثقفين المتحذلقين يعتبر إبداء الإعجاب بيعقوبيان نوعًا من الكفر الصريح.
#اللغز_وراء_السطور
#أحمد_خالد_توفيق
مشاركة من ساردونيا
، من كتاب