سرت بغير هدىً لانخرط مع تلك السيارات التي تجوب طُرُق المدينة ليلاً. هم فريقٌ من العاطلين أنتمي بكل فخرٍ إليهم. أعرفهم جيداً. منهم من علم أن للّيل حُلْمٌ جميلٌ لم يُراوده فراح يبحث عنه. ومنهم من كان يلتمس في هدوئه وصمتِهِ راحةً لصدرِهِ الذي لم يهدأ اختلاجُهُ أو يحلُّ عليه يوماً ليْل.
منهم من ينشد في الليل ملاذاً ليأوي لمشاعره القديمة، ومنهم من يجد فيه فرصةً لتفريغ طاقة يومٍ مشحونٍ في القيادة السريعة المُتهوّرة. منهم من كان يسعى للفت انتباه الآخرين لوجوده. منهم من ضاق صدره بتخطيط الآخرين لحياته واتّخاذهم لقراراته فما كان يشعر بنفسه قائداً إلّا حين يجلس على هذا المقعد. هؤلاء كُلُّهم أنا!
مشاركة من وائل السيد علي
، من كتاب