هدأت أنفاسي المتهدجة، وجف العرق على جسدي، فزاد من إحساسي ببرودة الجو. شعرت بأربطة كتفي تتمزق بعد أن لفوا ذراعي إلى الخلف حول العمود الخرساني، وأحكموا ربط رسغي بحبل خشن، داهمت الآلام المبرحة جسدي من جراء اللكمات والركلات التي لم تترك موضعا إلا وأصابته، أزعجني خيط من سائل لزج دافئ هبط من أنفي ومر على أطراف فمي، فملأني بمذاق معدني مقيت، تحالف ضدي زوج من الذباب أغراهما طعم دمي، فأخذتا تحومان حولي، ثم وقفتا على وجهي ترتشفان منه على مهل مستمتعين بعجزي حتى عن نشها.
أيام التيه > اقتباسات من رواية أيام التيه > اقتباس
مشاركة من Amir Azab
، من كتاب