رأيتُهُ مِرَارَاً يجلس وحده في أمكنة مختلفة ويفكِّر، كنتُ أقول إنه الحنين، فأن تنزع أرضاً من صاحبها أمر في غاية القسوة، فما بالكَ بأن تنزع إنساناً من أرضه؟ إنكَ حين تفعل ذلك، فكأنما تجتثُّ شجرة من حقل، وتزرعها في أرض أخرى غريبة وبعيدة. قد تعيش تلك الشجرة، لكنَّ حياتها ستكون في الغالب بلا روح، فقد ألفتْ أشجاراً أخرى وتراباً آخرَ وهواءً آخر. هذا عن الشجرة التي تصمت عمَّا تُحسُّ به، فماذا عن الإنسان الذي تفضحه دموعه إن بكى، ونظراته إن هو أخفى البكاء؟!
مشاركة من إخلاص
، من كتاب