جاءت كما عودتني كل ليلة تنثر سحر جناحيها على قلبي المنكس. جاءت بقلبها الرحيم الذي لا يعرف طعم النوم العميق مذ ذاق طعم الأمومة. تستيقظ في الليلة الواحدة عشرات المرات لتطمئن على أطفالها الذين لا يكبرون في عينيها أبداً، ويظلون على الرغم من تتابع الأعوام صغاراً يركضون في ساحات البيت بين أشجار اللوز والزيتون التي تترتب في صفوف متجاورة، وحين يتعبون من اللعب يضعون رؤوسهم الحالمة في حجرها لتقص عليهم الحكايات القديمة التي حفظتها عن أمها وجدتها أو ابتكرتها من وحي خيالها.
مشاركة من بيشو
، من كتاب