أحيانًا يغدو التخلص من الكتب أصعب من الحصول عليها، إذ تنتسب إلينا عبر معاهدة قوامها العوز والنسيان، كأنها شهود على إحدى لحظات حياتنا التي لن نعود إليها، لكننا نظل نحسبها جزءًا منا، ما دامت هناك رأيت أشخاصًا كثيرين يسجلون تواريخ قراءاتهم باليوم والشهر والعام، بل ومنهم من صمّم جدولًا سريًا لها يكتب آخرون أسماءهم على الصفحات الأولى للكتب قبل إعارتها، بل ويدوّنون في دفتر اسم المستعير وتاريخ الاستعارة شاهدت كتبًا ضخمة مختومة، ككتب المكتبات العامة، وأخرى قد انزلقت منها بطاقات تعريفية بصاحبها لا يريد أحد أن يضيع منه كتابه قد نفضل أن نفقد خاتمًا أو ساعة أو مظلة، على فقدان كتاب لن نقرأ صفحاته مرة ثانية، لأن هذا الصفحات تحتفظ بين طياتها وفي الصدى الجهوري لعنوانها، بإحساس قديم، وربما ضائع.
بيت الورق > اقتباسات من رواية بيت الورق > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب