دون استجواب كانت الخالة تبرر فعلتها الماضية حين سافرت إلى (ليبيا) هروبًا من ذكريات هدمتها وفتَّتَتْ أمانها مع زوج كان يُهينها ويُدميها في اليوم عشرات المرات حتى اضطرب وعيُها ولم ترَ غير الرحيل سبيلًا، فلجأت إلى (ليبيا) تاركةً أولادها، ولكنها تركت معهم روحها وسافر جسدها وحيدًا. وبين تلك الغربتين تمزقت أوصالها طوال سنوات، وفي الأماني الواهمة كانت تتبدَّد أيامها، وعلى أعتاب الذنبين ضاع عمرها الضال. ثم لفظها الحوت على أرض غريبة مرة ثالثة، وعليها البدء من جديد، لا يرافقها غير شيخوختها وبعض الشفقة من ابن مُعَذَّب.
مشاركة من Professor Amjad
، من كتاب