❞ يواجه كثير منا لحظات ليست قصيرة أو عابرة من الشلل أو التسويف وهذا الشلل ليس الشلل الجسدي، بل هو الشلل الفكري والنفسي والعاطفي، أن تكون أسيرًا بلا قيود، أن تعجز عن التفكير أو العمل أو الدراسة وأنت موقن بأن الواجب عليك أن تقوم بذلك، أن تنجز وتنتج، لكن لا يوجد محرك بداخلك للإنجاز، حتى لو توافرت كل المعطيات الخارجية.
الشلل أو التسويف يحصل عندما لا يؤدي عِلمنا بشيء ما إلى فعل ذلك الشيء. الفراغ بين العلم والعمل مع توافر الإمكانية للعمل هو التسويف، وهو ما يجعلنا نعاني ونتعذب. وكلما زاد عِلمنا بأهمية العمل، ولم يترجم ذلك إلى عمل منتج، زاد التسويف، وزاد بذلك قلقنا. إذن، التسويف معادلة، هو الفرق بين ما نعلمه وما نعمله، بشرط توافر الإمكانات. فإذا كان العلم مساويًا للعمل، فالتسويف يساوي صفرًا، أي أنه غير موجود. أما إذا كان العلم أكبر من العمل، فالتسويف موجود.
لعلاج التسويف والشلل، يجب علينا أولاً أن نفهم الأسباب لكي نعالج المشكلة من جذورها، بدلاً من الحلول السطحية والمؤقتة والمنتهية الصلاحية.
أو أننا ببساطة نحتاج إلى تذكر أن كل هذه الأمور تصب في صالحنا، وبذلك تُحل كل مشاكلنا تلقائيًا. ومن أمثلة هذه النصائح السطحية، التي قد تحركنا يومًا أو يومين ثم نعود إلى سابق عهدنا: استيقظ مبكرًا؛ نظم وقتك؛ قلل مشاهدة التلفاز؛ ابذل قصارى جهدك؛ وكأن ذلك سيعالج كل مشاكلنا الجذرية واختياراتنا النابعة من عقدنا،
لنفهم الأسباب الجذرية للشلل، علينا أن نعود إلى عبارة من الفقرة السابقة، نكررها في أذهاننا كثيرًا متى أحسسنا بالشلل: "عليك أن تنجز وتنتج، لكن ما من محرك بداخلك". أين المشكلة في هذه العبارة، وكيف تساهم في زيادة شللنا؟
المشكلة هي أنك تتمنى "الإنجاز" و"النتيجة"، والشعور بنشوة ذلك، لا العملية والجهد الذي يسبق النتيجة.
نريد أن نحصل على المال، لكن قلة تريد أن تجازف وتتعب.
وهذا أول وأبرز أسباب التسويف: عندما نقع في حب النتيجة، لا الرحلة. ❝
مشاركة من عبدالرحمن البعداني
، من كتاب