"من بين تحركاته الثقافية في تلك الفترة، أنه سعى للوصول إلى مسكن الإمام محمد عبده والأفغاني، اللذين تم نفيهما بباريس، وأصدرا من هذا المسكن جريدة "العروة الوثقى"، واصطحب معه ناصر وقام بتصوير المكان، الذي كان عبارة عن دورين. يقول ناصر:
- حين دخلنا المكان، كان كما وصفه الإمام محمد عبده بالضبط، وكان سعيد يرغب في أن يجعل من هذا المكان أثرا، وأن يتفق مع المحافظة التابع لها هذا المسكن، ليضع رخاما ويكتب فوقه ما يدل على أن الإمام والأفغاني كانا هنا، ولكن لم يستطع تنفيذ ما أراد.
كما قام بإعداد عدة إصدارات، كمجلة "صوت مصر" عام ١٩٨٣، التي كان لها حكاية غريبة. يقول ناصر:
- من شدة حماس وحب اللاوندي لمهنة الصحافة، قام بإعداد جريدة وحده، صمم غلافها الفنان يوسف فرنسيس، الذي كان صديقا مقربا له في فترة وجوده كمستشار ثقافي، وقام بتوزيعها على أكشاك الصحف والمجلات، لبيعها للعرب والمصريين بثمن بخس في مقابل أن يعمل في مهنته التي يحبها، وكان ذلك التصرف البسيط منه محل تعجب وتساؤل أجهزة الأمن المصرية بباريس التي استدعته تخوّفا من عمل سياسي غير مفهوم أو ما شابه ذلك.
يقول ناصر:
- حين عمل ب"الأهرام" قابلت معه عبد الرحمن بدوي وجميل راتب وعمر الشريف ونور الشريف وفاتن حمامة وصباح، وعددا كبيرا من رجال السياسة المصرية، أمثال بطرس غالي وعمرو موسى وتقريبا كل الوزراء المصريين في تلك الفترة، وكان يحاورهم وينشر هذه اللقاءات بالصفحة. وحين ظل عمله لسنوات دون تعيين رسمي ب"الأهرام" اضطر إلى اللجوء لهؤلاء المشاهير، للتوسط له لدى إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة حينها، لكي يتم تعيينه بشكل رسمي حتى يحصل على حقوقه وراتبه بشكل طبيعي ولكن هيهات!".
أيام في حياة اللاوندي - سيرة مثقف مصري > اقتباسات من كتاب أيام في حياة اللاوندي - سيرة مثقف مصري > اقتباس
مشاركة من Fatma Hamed Elhessy
، من كتاب