وأخذ سامي يمدّ يديه ليضع سماعات «الآيپود» لساعات على أذنيه ليستزيد من الأغاني وكأن ّأذنيه شفتا طفلٍ لا تشبعان من مصّاصة يسيل سُكّرها في عصبوناته حتى تلك الأغنية التي كان يستمع إليها مع زوجته في السيارة في آخر لحظات حياتها لم تعد تذكّره بالدم وكِسر الزجاج وليل الموت، بل بذكرى سابقة. وكأن الأغنية نفسها نسيتْ ما مرّ بها معهما وأخذت تتشبّث بطفولتها وأيامها الأولى معهما. هل للأغاني ذاكرة، أو ذاكرات؟ وهل تتذكّر، أو تنسى، ما يحدث لأولئك الذين يستمعون إليها؟