هنا سيِّداتي وسادتي حيث تقفون الآن تقع أنقاض وأطلال القرية العربيَّة الفلسطينيَّة صرعة. التي نُكبت وهُجِّر أهلها البالغ عددهم أربعمائة نسمة في شهر تموُّز من عام ١٩٤٨. بلى هُجِّروا. وها هم الآن يقبعون لاجئين ولاجئات في مخيَّمات اللجوء. لقد دمَّرت العصابات الصهيونيَّة القرية؛ لتُشيِّد مكانها «كيبوتس صرعة». وهذا بيت مختار القرية يشهد على ذلك. حيث تقفون أنتم الآن فوقه. وأمَّا هذا المقام الذي أقف فوقه، فما هو إلَّا مقام الشيخ سامت الذي كان يتبارك به أهل القرية والقرى المجاورة، مُقدِّمين له النذور والقرابين طلبًا للحبل والذرِّيَّة. بلى، سيِّداتي سادتي. لا يوجد شمشون هنا ولا ما يحزنون. لا يوجد بطلٌ خارق. لا يوجد قبورٌ للأبطال الخارقين. فشمشون مثل سوبرمان لا يموت أمَّا هنا، حيث تقفون، فلا يوجد سوى نكبةٍ وشعب هجر من أرضه
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب