يشعر عمر معظم الوقت أنّه جزء طبيعي من هذا المكان وأنّه أخذ ينتمي إلى المحيط الذي استقرّ فيه لكنّ هناك لحظات، متباعدة، لكنها مكثّفة، يهاجمه فيها ذلك الشعور كما لو أنه مثل هذه الأذن التي خيطت إلى رأسه بعملية جراحية ليس أصليّاً ولا طبيعيّاً يحسّ أنه قطعة مزيفة وغريبة ألقى بها الدهر في هذا المكان لكنّه كان يجادل نفسه حين تراوده هذه الأفكار فحتّى أذنه الجديدة هذه منه، في نهاية الأمر من أضلاعه أمّا هو فليس من هذا المكان. ولم يعد من ذاك المكان البعيد الذي لن ولا يريد أن يعود إليه.