نور > اقتباسات من رواية نور > اقتباس

❞ صرنا نلتقي كل يومين أو ثلاثة، وكل ليلة نتهاتف ويطول بيننا الحديثُ الدافئ لساعات ما عادت الساعات كالساعات ولا الأيام كالأيام، فالوقت انقسم إلى حالتين: حالة الاشتياق وحالة الالتقاء. معًا، نحلِّق حينًا ونغوص أحيانًا فنرى الكون مختلفًا، ونكتشف ذاتنا من جديد.‏مع مرور الأيام عرفتُ فيه جوانب جميلة، وعرف معي معنى العشق. وطمأنني إليه أنني كنتُ كلما منحته أكثر، يُكثر من تعلُّقه بي. ولا يفعل كالحمقى من عوام الرجال، الذين يزهدون حين يتوهَّمون أنهم امتلكوا المرأة، فيهربون منها إلى غيرها رغبةً في الاستعلاء وظنًّا منهم بأنهم سوف يلمسون سرَّ الأنوثة، الجاذب المشوق، بالتوغل في نساء كثيرات مساكين لم يتعلموا من الأمهات ولا من تجارب الحياة، أن للأنوثة جوهرًا واحدًا ووجوهًا لا حصر لها. المرأة واحدة، أما أحوال النساء فهي على عدد أنفاس البشر وهذا سرٌّ لا يدركه من الرجال إلا مَنْ كان راقيًا.‏ ‫ هو راقٍ، ورائقٌ ولأنه يعرف كيف يحبُّ، فهو يستحق أن يكون محبوبًا. كنتُ كلما تقاربنا أراه أجمل، وأطيب قلبًا، وأعمق إحساسًا بي وبالحياة التي كان محرومًا منها. تأكدتُ من أنني كنت مُدَّخرةً له طيلة السنوات السابقة، فما كان رجل غيره يستحق أن أوقد له قنديلي وأدخل به إلى حَرَم سردابي المقدس. للحب أحكامٌ، وللعشق أهلٌ يستحقونه.‏ ‫ اكتشف معي أمورًا، منها أن الحب هو مفتاح الحياة المفقود دومًا، فلا يجده إلا المحظوظون واكتشفتُ معه أمورًا ما كنتُ لأدركها لولا صدق العشق، منها أن الجوهر الإنساني لا يكون إلا بالتناغم بين الأنوثة والذكورة ومنها أن الحب الأول خرافة، لأن كل حبٍّ هو الأول والأخير، هو سيدُ الوقت وسلطانه الوحيد، فلا أمس مضى ولا غدٌ سيأتي لا حضور في الحب إلا لأحوال اللحظة، ولا نهاية لآفاق العشق، مهما توغل فيه القلب.. ولا حياة لنا، إلا حين نحب ❝

🌿🍁

يوسف زيدان

نور

مشاركة من Mohamed Khattab ، من كتاب

نور

هذا الاقتباس من رواية

نور - يوسف زيدان

نور

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب