يرى الرومانسيون بأنَّ العاطفة هي التي يمكنها أن تفعل ذلك، فالإنسان في حالته العاديَّة، وفي حياته اليومية، لا يستخدم سوى حواسه وعقله (بالمعنى الضيّق للكلمة)، أمَّا إذا جاشت عواطفه فإنها ترهف حواسه وتعمّق إدراكه بحيث يتجاوز السطح ليصلَ إلى الأعماق وإلى جوهر الأشياء، إنَّ العاطفة تهدم حدود الحواس والأشياء، ولذا فالصور الشعريَّة المجازية تتسم بوحدة داخلية مختلفة تمام الاختلاف عن الوحدة الخارجية (المنطقيَّة) التي تتسم بها الأشياء العاديَّة؛ فالأولى مستقاة من منطق الروح الحيّ، والثانية مستقاة من منطق الأشياء الميتة.
مشاركة من Rwa
، من كتاب