حين تستسلم للضربات التي لا تستطيع أن تدفعها عنك، فأنت بذلك النحو تحافظ على طاقتك الحيوية وكرامتك الإنسانية حتى لا يتم استنزافهما في تشنّج وتمنّع وتذمّر ينهكك بلا طائل، ويجعل الضربات أكثر وجعًا وإيلامًا.
لا يعني فنّ الاستسلام الوقوف موقفًا سلبيًا أمام الحياة، ولا الخضوع لكل الظروف من دون أي قَدر من الممانعة والإرادة، بل يعني القدرة على الاستسلام في اللحظة التي تصبح فيها المقاومة مجرّد عبء بلا طائل، وضياع للطاقة، وهدر للحياة.
ما يعني القدرة على تخزين الطاقة الحيوية طالما الحياة ليست معركة واحدة على جبهة واحدة، بل معارك عديدة على عدة جبهات وقد يكون الاستسلام في بعض الجبهات مجرّد فرصة سانحة لتوفير الجهد أو توجيهه نحو جبهات جديدة، وذلك لكي يتحقّق النمو في أبعاد جديدة أو متجدّدة، طالما الإنسان لا يمكن اختزاله في مجرد بعد واحد.
الوجود والعزاء > اقتباسات من كتاب الوجود والعزاء > اقتباس
مشاركة من إخلاص
، من كتاب