مضى يتأمّل أباه بصمت هاله كيف صار بهذه السرعة شبيهًا به! قد ذهب في الاتّجاه المعاكس، فكيف أصبح وإيّاه على الطريق نفسها؟ كلاهما اليوم بلا طموح، بلا مستقبل، يعيشان من دون أصدقاء، يخافان المختار، ولي نعمتهما، والله والزعيم ماذا لو كان أبوه، في شبابه، نسخة عن سلطان القديم؟ ماذا لو كان شابًّا طموحًا، يودّ اكتشاف العالم مثله، لديه أصدقاء وحبيبة خلّابة كوداد؟ ماذا لو كان الرجل الصامت أمامه نقيض ما هو عليه اليوم؟ ماذا لو أنّه فعل كلّ شيء، حتى يهرب من المقبرة لكنّه لم يفلح، أسوة به، لأنّ الفخاخ التي تنصبها الحياة أكثر من تلك التي ينصبها الموت راعه أنّه لا يعرف أباه، تساءل كيف يمكن للمرء أن يعيش بهذا القدر من القرب من شخص لا يعلم عن ماضيه شيء
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب