بعد النظر في الأدلَّة الواردة في هذه الاقتباسات الثلاثة، ستتَّفق معي على أنَّ ثمَّة سبباً وجيهاً للاعتقاد بأنَّ كلمة «آنسة»، مهما كانت رائحتها عطرة في المنزل الخاصِّ، تفوح منها رائحة معيَّنة في الوايتهول، ولا تتقبَّلها الأنوف الموجودة على الجانب الآخر من الحاجز الفاصل؛ وأنَّ من المحتمل أنَّ الاسم الذي ترتبط به صفة «الآنسة»، سيبقى، بسبب هذه الرائحة، عالقاً في المناصب الدُّنيا التي تكون فيها الرواتب قليلة، بدلاً من أن يرتفع إلى المناصب العليا حيث توجد الرواتب العالية. أمَّا بالنظر إلى كلمة «السيِّدة» فهي كلمة ملوَّثة، كلمة بذيئة، كلَّما قلَّ الحديث عنها كان ذلك أفضل. فرائحتها، النتنة والكريهة للغاية، هذه عالقة في خياشيم الوايتهول، إلى درجة أنَّ الوايتهول يستبعدها تماماً. في وايتهول، كما في الجنَّة، لا يوجد زواج ولا حتَّى استسلام للزواج.
ثلاثة جنيهات > اقتباسات من رواية ثلاثة جنيهات > اقتباس
مشاركة من عهد صبيحة
، من كتاب