للوهلة الأولى يتشتَّت إحساسنا، بالحجم الهائل والبناء المهيب، إلى عدد لا يحصى من لحظات الدهشة الممزوجة بالاستفسار. قبل كلِّ شيء، تجعلنا ملابسكم نشعر بالدَّهشة؛ فكم هي متنوِّعة، وكم هي رائعة، وكم هي مزركشة تلك الملابس التي يرتديها الرِّجال المتعلِّمون الذين يعملون في المناصب الحكوميَّة! فأنتم ترتدون اللَّون البنفسجيَّ، وتتأرجح على صدوركم صلبان مرصَّعة بالأحجار الكريمة؛ وقد تزدان أكتافكم بالقِيطان، أو تكون مكسوَّة بفراء القاقوم الأبيض، ويتدلَّى منها العديد من السلاسل المتشابكة المرصَّعة بالأحجار الكريمة. أنتم ترتدون الباروكات على رؤوسكم، فتنسدل صفوف من خصل الشعر الملفوفة على أكتافكم، وتضعون قبَّعات في شكل قوارب، أو أَعرُف الدّيَكَة، ترتفع في شكل مخاريط من الفراء الأسود، أو تكون مصنوعة في شكل دلاء من النحاس الأصفر، تعلوها حزم من الريش الأحمر أو الأزرق. قد تغطِّي أرجلكم عباءات طويلة أحياناً، وأحياناً أخرى تغطيها الجراميق. تتدلَّى من على أكتافكم أثواب فضفاضة (طبَارْد) مطرَّزة برسوم الأسود وحيوانات وحيد القرن المذهَّبة؛ وتتلألأ على صدوركم قطع معدنيَّة في هيئة نجوم أو دوائر برَّاقة. وتتقاطع من كتف إلى كتف شرائط ملوَّنة بكلِّ الألوان -الأزرق والأرجوانيّ والقرمزيّ. إنَّ روعة زيِّكم الرسميِّ تبدو مبهرة مقارنةً مع بساطة ثيابكم في المنزل.
ثلاثة جنيهات > اقتباسات من رواية ثلاثة جنيهات > اقتباس
مشاركة من عهد صبيحة
، من كتاب