لم يعد رأسه في السنتين الأخيرتين يشبه قارباً مثقوباً لعل الوصف الأنسب هو أنّه صار يشبه بيتاً قديماً هجره ساكنوه أقفرت حجراته وأظلمت ممرّاته بعد أن أغمضت شبابيكه عيونها من التعب باستثناء غُريْفة صغيرة يتدلّى من سقفها مصباح، يستيقظ هذا المصباح أحياناً من سباته بلا سبب كأنهّ تذكّر ما هو فيرسل ضوءه متقطّعاً لثوان، تزيد وتنقص، فتظهر جدران الغريْفة وشروخها بوضوح، كما تظهر فوضى الأشياء المبعثرة على الأرض لكنّ المصباح يلهث ويتلعثم وسرعان ما يعود إلى ظلامه الصامت وتُنسى الصورة/البرهة
في الغُريفة شبّاكان أحدهما مكسور والآخر مفتوح شبّاكان متعبان لا يمنعان الريح من أن تعبث بالغرفة، عبثاً تتراوح حدّته بحسب أمزجتها فقد تكتفي بالهمس أحياناً لكنّها تنفخ وتصفر وتزفر وقد يزداد غضبها، فتزيح كل ما يقف في طريقها
خزامى > اقتباسات من رواية خزامى > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب