عاوده حلم الطيران الذي نسيه منذ سنوات طويلة رأى نفسه يُقلع من نافذته في الطابق الخامس، ثم أخذ يهوي مسرعًا نحو الأرض، أحس بهلع، وجرب الرفرفة بذراعيه وساقيه؛ فرأى نفسه يرتفع متجاوزًا الطابق السابع غمره الاطمئنان، وأخذ يُموِّج في أقواس هابطة صاعدة مثل عصفور يستعرض مهاراته، إلى أن حط في سلام
هرب من تأملاته باستعادة حلمه متلذذًا بلحظات التحليق في الحلم الذي لازمه كل سنوات شبابه فتح عينيه، وأخذ باستعادة وقائع المنام لحظة بلحظة، يقارن بين شكل العمارات في الحلم وحقيقتها في الواقع، يُحدد الزوايا من الفراغ التي كان يستدير عندها، يتذكر الشرفات التي لامسها بأطراف أصابعه، عندما رفرف مرتفعًا.
يكفي أننا معا > اقتباسات من رواية يكفي أننا معا > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب