لم أعد مُحتاجةً لأيٍّ من التعبيرات باستطاعتي أن أعيش كل المشاعر بداخلي، دون أن يبدو على وجهي أي تغيير كما يجب أن يكون مثلًا، أبكي داخلي، فتنساب الدموع من عينيَّ إلى قلبي مثل نهرٍ تحت الأرض، بدلًا من أن تسيل على وجنتيَّ. اضطرابي كليلٍ ساكنٍ؛ إنه موجود، لكن لا أحد يلاحظه. غضبي كحممٍ بركانية في الصهارة، تغلي وتفور وإن لم ترها الأعين وتظهر على سطح الأرض. أستطيع الشعور بالاشمئزاز أيضًا؛ لكن ما يتقلص معه هي معدتي وليس وجهي ثمَّة أصواتٌ لبعض مشاعري، أرددها داخلي فقط صوت انكسار القلب “دشش”، صوت الضحك – نعم، أستطيع أن أضحك - “هاها”، صوت البكاء “آه”، صوت التفكير “أمممم”، صوت الملل “أووف” إن إخفاء مشاعري عن الأعين أفادني كل الإفادة فلم يعد أحدٌ يسألني: ماذا بكِ؟ البسمة نفسها تعلو وجهي دومًا. أصبحتُ جامدةً، وهكذا أُعفيت من كل القلق عليَّ.
وحيدة > اقتباسات من رواية وحيدة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب